أفلحت السلطات الولائية الأمنية في القنيطرة في إفشال مخطط المئات من الباعة المتجولين لاحتلال ساحة المسيرة الخضراء، التي تعتبر القلب النابضَ للمدينة خلال أيام شهر رمضان.. وعزّزت مصالح الأمن تواجدها في المنطقة بشكل كثيف، حيث انتشرت عناصر القوات العمومية ورجال التدخل السريع وسط الساحة، ونصّبت حواجز أمنية في عين المكان، مانعة زحف «الفرّاشة» على المنطقة. وفرض المسؤولون نظام المداومة الأمنية لمراقبة المنطقة ورصد أي تحرّكات مشبوهة لاختراق هذا الحصار، مستعينة في ذلك بمختلف عناصر الوحدات الأمنية، بينها فرقة الدرّاجين، سواء تلك التابعة لجهاز الأمن العمومي أو للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وهي المبادرة التي لاقت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة أنّ هذه الإجراءات ساهمت بشكل كبير في التقليص من جرائم النشل والسّرقة والاعتداءات المتكرّرة على المواطنين. ولتفادي حدوث كثافة مرورية، اعتمدت الخطة الولائية على تحقيق أقصى سيولة مرورية ممكنة من الثانية عشرة صباحا حتى حلول أذان المغرب، لتستمرّ بعد ذلك إلى أوقات متأخرة من الليل، حيث تعرف شوارع القنيطرة حركة دؤوبة غير مسبوقة. وليست وحدها «ساحة الخبازات» والأحياء المجاورة لها هي التي استأثرت بهذه التدابير، بل إنّ السلطات عزّزت تواجدها الأمنيَّ في أنحاء المدينة، مع التركيز على مناطق المساجد والأسواق التجارية والشّوارع والساحات الهامة، والتي تشهد تجمّعات جماهيرية كثيفة خلال شهر رمضان الكريم، تقتضي حضورا أمنيا كبيرا. وتبقى النقطة الأمنية السوداء هي ما يحدث في شارع المسيرة، على مستوى المنطقة المطهرة، التي تغيب عنها شرطة المرور، حيث تسود المنطقة فوضى عارمة، بعدما أضحى ممتهنو النقل السّري وأصحاب العربات المجرورة يفرضون «قانونهم» الخاص، الذي كرّس حالة التردي الأمني الذي تعاني منه المنطقة منذ سنوات، وهي الوضعية نفسها التي تعيشها أحياء عين السبع والمخاليف والوفاء، بأشطرها الخمسة، حيث يشتكي المواطنون من غياب كلي للأمن.