باتت معظم شوارع مدينة القنيطرة تشهد، يوميا، اختناقاتٍ مروريةً فظيعة تخرج في الكثير من الأحيان عن الضبط والسيطرة، لتسود حالة من الفوضى واللا نظام معظم الملتقيات والمحاور الطرقية، تقف أمامها شرطة المرور عاجزة عن إعادة الأمور إلى نصابها إلا بشق الأنفس، لاسيما بعد حلول شهر رمضان المعظم، حيث استفحلت الأزمة أكثر. وتسبب هذا الاختناق في وقوع حوادث سير لم تخْلُ من خطورة في العديد من المناسبات، كما أدت إلى نشوب مشادات كلامية بين السائقين وعراك بالأيدي، خاصة في ساحات «مولاي يوسف» و«بئر أنزران» و«المسيرة الخضراء» و«الشهداء».. في الوقت الذي أبدى أصحاب السيارات تذمرا شديدا، خاصة مستعملو كل من شوارع «بضانس» و«يوسف بن تاشفين» و»الاستقلال» و«الديوري»، حيث تتكدس الناقلات في طابور قد يتجاوز طوله عشرات الأمتار، وهو ما يؤدي إلى ضجر الساكنة المجاورة وتضايُقها من ارتفاع المنبِّهات الصوتية وهدير المحركات. وتعرف قنطرة «أولاد برجال» فوضى عارمة، بالرغم من صدور قرار ولائي يمنع مرورَ الشاحنات الكبرى منها، نتيجة تردي أوضاعها وتعرُّض أجزاء منها لتشققات وانهيارات، إلا أن ذلك ظل مجردَ حبر على ورق، أمام مرأى ومسمع السلطات والأجهزة المعنية، والدليل ما وقع الأسبوع المنصرم، حينما لقي «ز. م.»، وهو شرطي مرور، مصرعَه في عين المكان، بعدما دهسته شاحنة من الحجم الكبير، مختصة في نقل رمال المقالع. كما ساهمت في استفحال أزمة المرور، لاسيما في شارعي «محمد الخامس» و«جون كيندي»، أشغال تهيئة أرصفتهما وجنباتهما، والتي تتّسم في مجملها بالعشوائية وسوء التنظيم، حيث يتم قطع العديد من المسالك والمداخل في وجه حركة المرور، دون أدنى تخطيط مسبَق، وفي غياب التوجيه وعلامات التشوير، ناهيك عن الحُفَر العميقة المنتشرة فيهما وغياب الإنارة العمومية، خاصة في الطريق المؤدية إلى الشاطئ، وعند مدخل المدينة من جهة طنجة، حيث يجد زائر المدينة نفسَه تائها بين أزقة ودروب الأحياء الضيقة، قبل أن يهتدي إلى طريقه من جديد، حيث تصطفّ العشرات من الناقلات منتظرة دورها في المرور. وعرفت هذه الأزمة استفحالا شديدا خلال شهر رمضان المبارك، حيث ارتفع الإقبال على الأسواق التجارية ونشطت حركة السير في محيط المساجد الكبرى، بشكل ملحوظ، لاسيما في أوقات الذروة، حيث تتوقف السيارات بسبب أو بدونه، ويتطاول الباعة المتجولون على الملك العام ويبيحون لأنفسهم حق احتلال معظم الطرق الرئيسية، كما هو الحال الآن في منطقة»الخبازات» و«المسيرة» و«العلامة»، التي تعرف ارتباكا واضحا في حركة السير والمرور، في غياب شبه تام للسلطات المحلية والمجلس البلدي وباقي المتدخلين، وهي الجهات التي كان من المفترَض، في إطار التنسيق المشترَك، أن تضع خطة مرورية مُحْكَمة، ضمانا لسلامة وأمن جميع المواطنين.