تسببت التساقطات المطرية الأخيرة التي تهاطلت على مدينة القنيطرة في حدوث انهيارات أرضية بالعديد من شوارع وأزقة المدينة، زاد من احتمال وقوعها، هشاشة البنيات التحتية الخاصة بقنوات تصريف المياه العادمة. وأسفرت هذه الانهيارات، التي جعلت معظم الطرق تشبه إلى حد كبير مسالك ملاعب «الكولف»، عن أضرار جسيمة لحقت عددا من الناقلات في بعض المناطق، التي تتكرر فيها مثل هذه الحوادث عند حلول كل فصل شتاء، دون أن تتدخل الجهات المعنية، بينها المجلس البلدي والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، سيما بحي «الوريدة»، الذي شهد نهاية الأسبوع المنصرم، حادثة سير خطيرة وقعت إثر انقلاب شاحنة كبيرة كانت محملة بالآجور، بعدما تهاوى جزء كبير من الطريق الذي كانت تسلكه في اتجاه أحد المستودعات المتواجد بالمنطقة. ورغم أن هذه الحادثة لم تخلف خسائر في الأرواح، باستثناء بعض الجروح الطفيفة، إلا أن الأضرار المادية الناجمة عنها كانت جد فادحة، خاصة بعدما انضافت سيارة أجرة صغيرة، كانت مارة بعين المكان وقت وقوع الحادث، إلى قائمة الضحايا، حينما تفاجأ سائقها بسقوط أكوام من أحجار الشاحنة المقلوبة فوق سيارته، وهو ما أدى إلى نشر جو من الفزع والخوف في أوساط ساكنة الحي، التي اعتقدت في أول وهلة بأن الأمر يتعلق بهزة أرضية لشدة قوة الارتطام. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبقتها حوادث مماثلة بالعديد من الشوارع الرئيسية للمدينة، التي لا زالت العديد من الحفر العميقة بها والقريبة من بالوعات الصرف الصحي على أهبة الاستعداد لاصطياد ضحاياها، خاصة بشارع محمد الخامس، والزنقة 34، والشارع المؤدي إلى محطة القطار المدينة، وأحد الأزقة القريب من قصر البلدية. ولم تسلم بعض التقاطعات الطرقية بالمدينة من هذه الحالة المتردية، حيث إن وضعية أغلب الدروب والطرق الرئيسية المتفرعة عنها باتت تشكل تهديدا حقيقيا لمستعمليها، ووجد السائقون صعوبات بالغة في تجاوزها، حيث لم يتأت لهم ذلك إلا بشق الأنفس، في حين استحال على أحد المواطنين إخراج سيارته من مستودعها، جراء ظهور شقوق أرضية أمام المستودع، ناتجة عن عدم إتمام شركة خاصة تعمل لحساب الوكالة المستقلة للأشغال المنوطة بها، ازدادت اتساعا مع هطول الأمطار.