ما إن نشرت أرقام البطالة لشهر يناير الماضي حتى تفجرت التعليقات في التلفزيون الذي اختلفت فيه تحليلات المعلقين بين متفهم للموقف الصعب لثباتيرو وغالبية المتفهمين يعملون في الصحف والمؤسسات المحسوبة على الحزب الاشتراكي الحاكم ومطالب لثباتيرو بتحمل كامل مسؤولياته السياسية إزاء هذا الوضع الكارثي. ارتفعت معدلات البطالة خلال شهر يناير الماضي لتصل إلى رقم قياسي، فقد جاء الارتفاع بأزيد من 198 ألف شخص جديد التحقوا بصفوف العاطلين خلال الشهر المذكور، مما جعل مجموع العاطلين في إسبانيا يتحول إلى أزيد من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف شخص، بمعنى أن شبه الجزيرة الإيبيرية فقدت عمليا مليون منصب شغل في ظرف سنة، وهو ما يمثل ضربة سياسية قوية بالنسبة إلى رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو الذي وجد نفسه يغرق في بحر من العاطلين والمؤشرات الاقتصادية الكارثية وغير المسبوقة في التاريخ الإسباني التي تذكر بسنوات الانتقال الصعبة بعد وفاة فرانكو، حيث كانت جيوش العاطلين تملأ البلاد، والإسبان يضطرون إلى الهجرة إلى باقي الدول الأوربية وخصوصا ألمانيا من أجل البحث عن لقمة العيش. وبمجرد ما نشرت أرقام البطالة لشهر يناير الماضي حتى تفجرت التعليقات في التلفزيون الذي اختلفت فيه تحليلات المعلقين بين متفهم للموقف الصعب لثباتيرو وغالبية المتفهمين يعملون في الصحف والمؤسسات المحسوبة على الحزب الاشتراكي الحاكم ومطالب لثباتيرو بتحمل كامل مسؤولياته السياسية إزاء هذا الوضع الكارثي، فيما قال ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي اليميني، إن ثباتيرو ضحك على ذقون الإسبان، لأنه في البداية لم يكن يتحدث عن أزمة بل تراجع في نسبة النمو، ثم تحدث عن وجود أزمة سيتم اجتيازها في ظرف شهرين أو ثلاثة، لينفضح أمره بعدما غلبته المعطيات الاقتصادية وملايين الأشخاص الذين يعيشون الآن في ظل مأساة حقيقية، بحكم أن التعويض الذي يتقاضونه من صناديق الضمان الاجتماعي تتراوح بين 800 أورو و1000 أورو، وهو المبلغ الذي سيجعلهم يعيشون الكفاف طيلة شهور، علما بأن هذا المبلغ لا يستمر أكثر من سبعة أو ثمانية أشهر في غالبية الأحيان، مما ينذر بمضاعفات اجتماعية خطيرة، وبمزيد من تعمق الأزمة التي لن تنتهي إلا في أفق عام 2011 أو 2012، وما يثير الكثير من النقاش في إسبانيا هو أن معدلات البطالة بشبه الجزيرة الإيبيرية تساوي ضعف المعدلات المسجلة في الاتحاد الأوربي. وبدا ثباتيرو في الندوة الصحافية التي عقدها من أجل التعليق على آخر أرقام البطالة في قمة الغضب، وعلق «إننا نعيش أسوأ شهر في الأزمة». جواسيس في حكومتنا مازالت فضيحة التجسس داخل مقر الحكومة المحلية بمدريد تثير الكثير من النقاش داخل الساحة السياسية الإسبانية، بعدما اعتبرتها بعض الأوساط مجرد فقاعة صابون فيما نظر إليها آخرون على أنها مؤشر يكشف عن حدة الصراع داخل الحزب الشعبي الذي يعيش تحولات عميقة في الآونة الأخيرة، ستنعكس لا محالة على مستقبله السياسي خصوصا في ظل وجود القيادي الاشتراكي رودريغيث ثباتيرو في مأزق كبير بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجعل الإسبان يشعون الآن وكأن كل شيء ينهار. وآخر التطورات في ملف «واتر غيت» الإسباني هو طلب اسبيرنزا اغيري، رئيسة الحكومة المحلية لمدريد، من البرلمان المحلي إجراء تحقيق في الموضوع وفعلا انطلقت التحقيقات التي نقلتها بعض القنوات التلفزيونية المحسوبة على الحزب الشعبي وعلى رأسها «تيلي مدريد»، جميع المتدخلين حاولوا البحث في خيوط هذه القضية التي هزت الرأي العام، وحاولت اسبيرنزا أغيري أن تلعب دور الضحية المطالب بالكشف عن الحقيقة، رغم أن شبكة الجاسوسية تضم مستشارين لها، وقالت أمام ميكرفونات التلفزيون إنها تطالب بالشفافية في التحقيقات الجارية في البرلمان المحلي، لكن ماريانو راخويإ، زعيم الحزب، سيوجه لها ضربة قاصمة عندما نفى في ندوة صحافية توصله بأي ملف يتعلق باحتمال وجود شبكة للتجسس داخل الحزب الشعبي، وهو ما سبق لأغيري أن قالته في وقت سابق. ويبدو أن مستقبل الحزب الشعبي في ظل المخاض الذي يعيشه يكمن في الخط السياسي الذي سنه عمدة مدريد ألبيرتو رويث غياردون، الذي ينهج طريقا يمينية وسطا، لذلك يعاني من شن حروب دائمة من طرف اسبيرنزا أغيري، الطامحة إلى إزاحة راخوي من قيادة الحزب الشعبي والجلوس مكانه. وتحولت شبكة الجاسوسية إلى نكتة في الإذاعات وبعض البرامج الساخنة التي صارت تقلد شخصية الجاسوس وتسخر من الزعماء السياسيين اليمينيين الإسبان، بل وصفهم فيدريكو خيمينيث دوسانتوس، أشهر المعلقين في إذاعة «كادينا كوبي» التابعة للكنيسة، بأنهم ملوك الطوائف. ويبدو أن الحزب الشعبي حاليا صار فعلا مثل ملوك الطوائف التي أعلنت الحرب على بعضها حتى كتبت نهايتها بيدها. غايردون وكاريو في ضيافة المراسلين نجحت جمعية مراسلي الصحافة الأجنبية بمدريد في جمع عدد كبير من رموز السياسة الإسبانية وحوالي عشرة سفراء في قاعة واحدة، من أجل تسلم جوائز الجمعية التي يزيد عمرها على 83 عاما، ومنحت جوائزها لهذا العام في السياسة لألبيرتو لويس غايردون، عمدة مدينة مدريد، ومنحت جائزة الاقتصاد لبنك إسبانيا عن دوره الصارم في ضبط التوازنات المالية وجائزة الثقافة لمعرض سرقسطة للماء. وجلس في الصف الأول سنتياغو كاريو، رمز الحزب الشيوعي الإسباني التاريخي، وماريا تيريزا فيرنانديث دي لافيغا، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، وخوسي مونليون، أحد رموز المسرح في إسبانيا، وفي الصف الثاني رويث غياردون وعدة شخصيات. وخلال الحفل، قال سعيد ايدا حسن، رئيس جمعية مراسلي الصحافة الأجنبية ومدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد، إن الجمعية تحاول من خلال منحها جوائز للشخصيات السياسية والثقافية الإسبانية إبراز دورها الإعلامي في نقل صورة إسبانيا إلى العالم الخارجي، مضيفا أنه بالإضافة إلى الأزمة المالية التي نعيشها في الوقت الراهن فإن هناك أزمة أخرى متعلقة بالقيم، لكن جمعية المراسلين الأجانب تدعو في ظل كل هذه الأزمات إلى التمسك والرهان على الأمل. ومن جانبها، قالت ماريا تيريزا دي لافيغا إن المراسلين الأجانب لهم دور كبير في حضور إسبانيا في العالم الخارجي، بمهام جسيمة تفرض عليهم التحري في الأخبار قبل نشرها وإرساء أجواء الثقة لدى المواطنين والمستثمرين والمساهمة في أن يعرف الجميع، بمن فيهم السياسيون الإسبان، ماذا يجري ويدور في بلادهم، لكن كل ذلك يجب أن يتم في ظل المسؤولية التي يجب التحلي بها عند مزاولة مهنة الإخبار والإعلام. وحضر عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام العالمية المعتمدين في مدريد من إذاعة وتلفزيون وصحف، ينقلون عبر عملهم اليومي صورة إسبانيا إلى العالم الخارجي. الإسبان في المرتبة الثانية مازال السياح الإسبان يحتلون المرتبة الثانية في المغرب، وفق آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة السياحة المغربية التي كشف عنها محمد بوسعيد، وزير السياحة، خلال معرض السياحة المنعقد أخيرا بالعاصمة الإسبانية. وقال بوسعيد إن السياحة الإسبانية في المغرب تعد «أولوية» بالنسبة إلى بلاده حيث وصل عدد الإسبان الذين زاروا المغرب خلال عام 2008 إلى 600.000 سائح ، مضيفا أن وزارة السياحة تعمل على تشجيع زيارة السياح الإسبان لبعض الجهات التي تعد مفضلة بالنسبة إليهم، خصوصا مراكش وأكادير وفاس التي تعرف نموا سياحيا كبيرا بفضل شبكة النقل الجوي. وأشار الوزير المغربي إلى أنه بحكم القرب الجغرافي لبلاده من إسبانيا فإنها تتوفر على مميزات لا تقدمها وجهات أخرى بحكم أنها تقدم منتوجا مختلفا، وهو ما جعل المغرب يقاوم في ظل المنافسة ويعرف قطاعه السياحي تطورا طيلة السنوات الأخيرة، مبرزا أن الأزمة الاقتصادية ستكون في صالح المغرب، بحكم أن السائح سيكون عليه الاختيار بين المكان الأقرب والأبعد، مشددا على أن المغرب مستعد للدفاع «بقوة» عن موقعه في سوق السياحة العالمية بغض النظر عن الأزمة المالية العالمية. لكن رغم المجهودات التي يمكن أن تكون وزارة السياحة المغربية بصدد بذلها فالمغرب مازال يمثل المجهول بالنسبة إلى عدد كبير من الإسبان الذين يعتقدون أنه بلد لا توجد فيه غير الجمال، كما أن الصور النمطية التي يتم تكوينها في ذهن الإسباني لا يوازيها مجهود للتعريف بثقافة البلد غير الفلكلورية، فالمغرب بالنسبة إلى الإسبان هو مهاجرو حي «لابابييس» والعاملات الموسميات في هويلبا وقوارب الموت في الشواطئ الأندلسية، إنه أرخص بلد سياحيا، لكنه بلد يمكن أن تسرق فيه بسهولة ويوفر لك أيضا إمكانية أن تستمتع بلحظات في ساحة جامع لفنا وأزقة الأودية بالرباط، وتنقش الحناء وتعود، فهم يقرؤون إعلان وزارة السياحة كالتالي: «المغرب أخطر، وربما، أجمل بلد في العالم». الإسبان يتخلون عن شراء الكلاب ويبيعون سياراتهم بسبب الأزمة اقتنع الإسبان منذ سنوات بأن أوربا لا تنتهي في جبال البرانس، لذلك صوتوا لصالح انضمامهم إلى الحلف الأطلسي ودخلوا الاتحاد الأوربي مغتبطين، وشيئا فشيئا صاروا يقلدون شعوب الدول الأوربية الأخرى في كل شيء، تخلوا عن الزواج في الكنائس وعشقوا تربية الكلاب، فالمشي في الشارع بجانب كلب من عائلة محترمة يجعل المرء يمارس أكثر الطقوس متعة عند الأوربيين، وامتلاك كلب يدخل صاحبه نادي المتحضرين، لذلك تخيط الفتيات ثيابا من الصوف لكلابهن الشخصية لتقاوم فصل الشتاء، تماما مثلما كانت تفعل الجدات مع حفيداتهن ذوات الضفائر الشقراء في زمن يبدو بعيدا بشبه الجزيرة الإيبيرية. وبما أن إنجاب طفل موضة قديمة، فاقتناء كلب في إسبانيا موضة تجعل صاحب البيت يحس بمسؤولية عائلية تجاه كلبه الذي يجب أن يرى النور مرة في اليوم على الأقل ويخصص له يوم العطلة بأكمله، وتكون ابتسامة الفخر تقفز من محيا الإسباني وهو يدفع عربته متجولا في قسم تغذية الكلاب ليشتري له طعامه من متاجر التسوق. إنها الحياة السعيدة التي بات بعض المهاجرين يحسدون عليها الكلاب المنزلية التي تحظى أحيانا بحقوق أحسن منهم، تمنح الجنسية منذ أول يوم، ولا تدفع أي نوع من الفواتير، وهو ما يجعلهم ينبسون بغيط: «إنه زمن الكلاب». لكن الزمن «الكلبي» الجميل صار شاحبا هذه الأيام في إسبانيا، فأكيد أن الكلاب لاحظت أن نوعية طعامها تراجعت في الشهور الأخيرة، بحكم أن أصحابها إما نقصت مداخيلهم أو فقدوا عملهم بالمرة وصاروا يعيشون من مداخيل الضمان الاجتماعي، كما أن الكلاب المعروضة في المحلات الزجاجية صارت تبقى مدة أطول تتعب من الركض في الصندوق الزجاجي مع إخوتها وتحن إلى العالم الخارجي الماثل ما وراء الزجاج، متأملة في ذبول:»يا كلب من يشتريك». أما السيارات المعروضة للبيع فقد باتت أكثر من تلك التي يتمسك بها أصحابها، فالإسباني الذي كان لا يكتفي بسيارة واحدة صار يرغب في بيعها وركوب «ميترو مدريد»، مادامت الإعلانات التلفزيونية لا تتوقف عن القول إنه أحسن ميترو في أوربا، لا يكاد المرء يعبر شارعا أو زقاقا دون أن تلفت نظره ماركات عالمية للسيارات بأثمنة مناسبة جدا في بعض الأوقات، الذين يريدون بيع سياراتهم هم أكثر بكثير من أولئك الراغبين في اقتناء أخرى جديدة، بل حتى شركات تسويق السيارات صارت تقدم تسهيلات تسيل اللعاب بعدما تراجعت مبيعاتها بنسبة ثلاثين في المائة خلال الشهور الأخيرة. وإذا كان بعض الإسبان قد اكتفوا بتخفيض مصاريفهم وبيع سياراتهم، فإن مقاولا في بلدة ليوتشيس قرر أن يذهب أبعد من ذلك عندما أوقف شاحنة أمام البلدية وهدد بحرق نفسه في حالة لم يمنحوه 400 ألف أورو لتسديد ديونه الناتجة عن الأزمة، وعوض أن يجد الرجل نفسه في البنك كما حلم بذلك وجد نفسه في مخفر للشرطة في انتظار عرضه على طبيب نفسي.