أدى انفجار قنينات غاز كانت على متن شاحنة، صباح أمس الاثنين، في منطقة أزلي في مراكش، إلى جو من الرّعب والهلع الشّديدين. وأوضح أحد شهود عيان -في اتصال مع «المساء»- أنه في حدود الثامنة من صباح أمس الاثنين شب حريق في مؤخرة الشاحنة، التي كانت محمّلة بعدد كبير من قنينات غاز «البوتان»، مما أدى إلى انتقال النيران إلى بعض القنينات، لتصير الشاحنة كلها «مغطاة بالنار»، ما أدى إلى انفجار القنينات بالكامل. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإنّ العطب التقني الذي لحق بالشاحنة، والذي أدّى إلى اندلاع شرارات من النيران في الشاحنة، هو سبّب الحريق المهول الذي تسبب في انفجار قنينات الغاز.. وتفيد المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة أنّ سائق الشاحنة، التابعة لإحدى شركات تصنيع قنينات الغاز، لاحظ اندلاع النيران في مؤخرة الشاحنة عندما كان يمر بالشاحنة بالقرب من «فرّان الترابْ»، التجمّع السكني الذي يضم آلاف المواطنين، مما جعله يفكر بسرعة في إخراج الشاحنة من وسط التجمع السكاني لتفادي أيّ خسائر بشرية محتمَلة.. قاد السائق الشاحنة صوب مكان معزول، لكنّ زحف ألسنة النيران صوب مقدمة الشاحنة جعله يركنها في مكان خال من السكان، قريبا من سور مطار مراكش -المنارة الدولي بأمتار قليلة. بدأ صوت انفجارات قنينات الغاز يدوّي في المكان، وأخذت أشلاء الشاحنة والقنينات التي كانت محمّلة بها «تتطاير» في أرجاء المنطقة.. إلى درجة أنّ عددا منها وصل إلى داخل المنطقة الخالية التابعة لمطار مراكش الدولي.. وقد أحدثت الواقعة حالة من الخوف لدى سكان المناطق المجاورة، خصوصا بعد سماع دويّ انفجارات في وقت كان بعض الموظفين يلتحقون بعملهم، بينما لازال بعض السكان نائمين. وقد أصيبت سيدة بضيق في التنفس، بعد أن انتشرت رائحة الحريق الممزوجة بالغاز في أرجاء المنطقة، مما عجّل بتدخل بعض المارة لتقديم الإسعافات الأولية لها، قبل أن تنقل إلى المستشفى. وقد هرعت سيارات الإسعاف وشاحنات تابعة للوقاية المدنية وسيارات الأمن إلى مكان الحادث، حيث شرع عناصر الوقاية المدنية في إخماد الحريق، في الوقت الذي وجدوا صعوبة في الحصول على المياه من أحد الأنابيب الأرضية الموجودة قرب المطار الدولي، بعد أن اكتشفوا أنها لا تتوفر على مياه.