في ظل النظام الغذائي «الدخيل» الذي أصبحنا نعتمده في حياتنا اليومية والذي جعل من محتويات المائدة المغربية نسخة مطابقة الأصل للمائدة الأجنبية، بأن دخلت على نظامنا كمغاربة أغذية غريبة على جهازنا الهضمي تجعلنا نطرح تساؤلات عدة سنجيب عنها حول كيفية حماية أجسامنا ومساعدتها على طرد السموم؟. تعتبر الكبد من الأعضاء المهمة والحيوية في جسم الإنسان لذا يجب مساعدتها على أداء وظيفتها بحيث يلعب شرب الماء الدور الكبير، ويؤدي إلى تغيير الحالة الجسدية والنفسية للإنسان، كما يرفع من معدل الطاقة وصفاء الذهن، كما تساعد المياه في إذابة السموم الموجودة في الدم ليتخلّص منها، بعدئذ، عبر الكليتين وبالتالي تعمل الكليتان بشكل أفضل يمكن أن يتضمن استهلاك المياه، الشاي الخالي من الكافيين وغيره من بدائل القهوة. ويعتبر الكافيين مادّة مدرّة للبول، لذا قد يسبب فقدان نسبة ماء كبيرة من الجسم مع ذلك، فكميّة اللتر ونصف اللتر من الماء هي يوميا ليست سوى الحد الأدنى للاستهلاك، إذا كان الطقس حارًا أو إذا مارس الإنسان تمارين رياضية مكثّفة، ستحتاج إلى كميّة أكبر من الماء، لتعويض السوائل التي تخسرها علاوة على ذلك، وتُعد زيادة استهلاك المياه مفيدة للكلى عموماً، لأنّ عددًا كبيرًا من السموم التي ينتجها الجسم ويستهلكها، تخرج عبر الكلى ويشار أيضًا إلى أهمية المحافظة على توازن رطوبة الجسم، تفاديًا لامتصاص السموم مجدّدًا من الأمعاء. وينبغي أن يساوي الحد الأقصى من كمية المياه المستهلكة، الكميّة التي تستطيع الكليتان طرحها خلال 24 ساعة، لذا يجب أن يعلم كل واحد منا بأن شرب كمية مياه تفوق الحاجة في ظروف عاديّة، من شأن ذلك أن يزيد الحالة سوءا ولا يحسنها، لأن كميّة مفرطة من السوائل، قد تضع الكليتين تحت الاختبار فتكثر المياه في الجسم وتؤدي إلى الموت. ما الذي يحصل إن لم تشرب كمية كافية؟ تؤدي المياه أدوارًا كثيرة في مختلف أنحاء الجسم فهي إلى جانب تنظيف الكلى، تحتوي على مواد معدنية قابلة للذوبان، وتعمل كجهاز نقل، كمادة مرطّبة وكمنظّم لحرارة الجسم وقد يؤدي الجفاف، ولو بنسبة ضئيلة إلى الإمساك، الصداع، الكسل وتشوّش الذهن ويزيد في المقابل، خطر الإصابة بالتهابات المسالك البوليّة والحصى الكلويّة، فعندما تفقد واحداً في المائة من سوائل جسمك، ترتفع حرارتك وتصعب قدرتك على التركيز، كما أكدت الدراسات أنّ فقدان الجسم نسبة ثلاثة في المائة من المياه يؤدي إلى فقدان 8 في المائة من قوّة العضلات وإليكم، في هذا الإطار، بعض الخطوات العمليّة التي يجب اتّباعها: - استهلاك كمية كافية من المياه اشرب كوبًا من المياه فور استيقاظك وأيضا قبل تناول الطعام بربع أو نصف ساعة وكوبين من المياه بعد ممارسة التمارين، وأبقِ دائمًا بعض المياه إلى جانبك، ويساعدك ظهور العوارض التالية على إدراك مدى حاجة جسمك إلى المياه: إمساك، ظمأ، مشاكل في المفاصل، تعب، مشاكل في التركيز، شعور بالحرّ المفرط، بشرة جافة، الإصابة بالتهابات، شعر متكسّر وجاف، وهناك وسيلة أخرى وهي لون البول، فالداكن منه يدلّ على أنّك لا تشرب ما يكفي، إذ يكون في هذه الحالة مركّزًا جدًّا بسبب نقص المياه ولمساعدة الجسم على طرد السموم: - ارفع نسبة استهلاك مضادات الأكسدة: يتكوّن بعض هذه المضادّات في الجسم، بينما يتوفر البعض الآخر في المأكولات التي نتناولها وثمة مضادّات أكسدة رئيسة نجدها في الطعام. - تناول المأكولات المفيدة يوميًّا: المأكولات المفيدة عبارة عن مأكولات صحيّة تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية ومضادّات الأكسدة، وتخلو من أي مواد مضرّة بما فيها كميّات كبيرة من السكر الطبيعي ومن خلال هذه المأكولات تتعزّز قدرة كبدك على إزالة السموم لذلك، تكمن إحدى الطرق السهلة لتحقيق هذا الهدف في الاعتياد على تناول حصص عدّة من المأكولات المفيدة يوميًا. - البذور المغذية تحتوي البذور جميعها على نسب عالية من المعادن مثل: الكالسيوم، المغنزيوم، المنغنيز، الموليبدنوم، الزنك والسيلينيوم، وجميعها أساسيّة لعملية إزالة السموم، بيد أن بعضها يحتوي على معادن أكثر من غيره كالبذور التي نجدها في المناطق الحارّة، مثل بذور السمسم وعباد الشمس، غنية بدهون الأوميغا 6 الأساسيّة التي تساعد في تأمين التوازن على مستوى الهورمونات وتحافظ على صحة بشرتك، في المقابل، تحتوي البذور، التي تنمو في المناطق الباردة، مثل بذور الكتان واليقطين (القرع)، على نسب عالية من مادة الأوميغا 3 وهي مادة أساسية وضرورية لسلامة الشرايين، والمفاصل والدماغ يشكّل استعمال مزيج من هذه البذور أفضل الخيارات الغذائية، إذ يؤمن توازنًا صحيًّا من المعادن الأوميغا 6 والأوميغا 3 والمواد الدهنية الأساسيّة، بالإضافة إلى أن مذاقهم لذيذ. - الخضروات الخضراء ذات الأوراق الخضراء الداكنة عن غيرها، غنيّة بالفيتامين (سي) الفولات والكلوروفيل، وجميعها مفيدة لصحّتك. الكبريت يوجد في بعض الخضر، مثل البصل الأخضر والثوم فهي مصادر أساسيّة للأحماض الأمينيّة التي تحتوي على الكبريت، بحيث يساعد هذا الأخير في عملية تنظيف الكبد من السموم وتعرف هذه العملية ب«الكبرتة» وتمنح هذه الأحماض، الجسم المكوّنات الأساسيّة لصنع ما يعرف بالغلوتاثيون الذي يؤدي أيضًا دورًا في تنظيف الكبد من السموم ويتمتع البصل الأحمر بفوائد كثيرة، لأنّه غني بمادة الكيرسيتين وهو مضادّ طبيعي للالتهابات ومخفف للألم وردود الفعل التحسسية. - الفاكهة وعصيرها مصدر غني بمضادات الأكسدة التي تدعم كبدك وتحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك، تناول أيضاً العصير الطازج، علمًا أن التنويع هو الأساس في الحصول على مضادات الأكسدة وإذا لم تتناول العصير، سيتوجّب عليك استهلاك كمية كبيرة ومتنوعة من الفاكهة والخضر للحصول على الكمية نفسها من العناصر الغذائية. - ممارسة الرياضيّة : التمارين الرياضية جميعها مفيدة لإزالة السموم كالمشي السريع والركض، السباحة، اليوغا وغيرها... بهذه الطريقة، سنكون قد ساعدنا أجسامنا على التخلص من السموم وبالتالي رفع المناعة والوقاية من الأمراض. فلا تنسوا أن الداء والدواء في الغذاء وأن المرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج.