حسم عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، في نية حزبه عدم خوض أي حوار مع الأمين العام لحزب الاستقلال حميد الشباط، بعدما اعتبر أن «دعوات التفاهم المقترحة ليست لها ضمانات تلزم شباط بعدم الرجوع في التزاماته كما كان عليه الأمر في مرات سابقة». وحمل بوانو شباط مسؤولية توتر العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، واصفا إياه ب»المتناقض الذي تتجلى تناقضاته بين أقواله وتعهداته وبين أفعاله وتصريحاته الصحفية»، مضيفا أن حزبه «لن يرد عليه حتى لا يسمح للتشويش باختراق العمل الحكومي»، ووصف مواقف شباط من الحكومة ب»لعب الدراري». وأرسل بوانو، في لقاء جماهري بأصيلة مساء أول أمس السبت، رسائل صريحة ومبطنة لشباط تفيد «تأثيره على القضاء»، عندما تساءل عن سر نيل ابنه البراءة بعد أن حكم عليه ابتدائيا بثلاث سنوات، بالإضافة إلى نيل «شخص آخر» للبراءة بعدما كان يواجه حكما بست سنوات في قضية مخدرات، عقب انضمامه إلى حزبه، في إشارة إلى المستشار الجماعي بالمجلس البلدي لأصيلة الزبير بن سعدون. وانتقد بوانو بشدة تصريحات شباط الداعية إلى العفو عن المتورطين في أحداث مخيم «اكديم إيزيك» في العيون، معتبرا ذلك «اعتداء على رجال الأمن»، ومذكرا بأن هؤلاء «كانوا يذبحون الأمنيين والدركيين ويتبولون على جثثهم». بوانو هاجم أيضا ما وصفه ب»تيارات الجمود والتبرير»، التي قال إن نماذج منها توجد داخل النظام والحكومة والأحزاب، والتي اعتبرها مسؤولة عن وضع العراقيل للمخططات الإصلاحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأولويات الكبرى للحكومة الحالية، المتمثلة في محاربة الفساد وتطبيق الدستور بشكل ديمقراطي وإنجاح البرنامج الاقتصادي والاجتماعي، على حد قوله. وعرض بوانو الملفات الأربعة الكبرى، التي قال إن الحكومة الحالية تضعها في صدارة أولوياتها، والمتمثلة في إصلاح صندوق المقاصة أولا، عبر ترشيد الدعم، دون المس بجيب المواطن، ثم إصلاح نظام التقاعد لتفادي خسائر ب125 مليار درهم ستضطر الدولة إلى تأديتها ما بين 2014 و2025، إلى جانب إصلاح النظام الضريبي، وخاصة الحد من الإعفاءات الضريبية غير المبررة، وأخيرا ورش إصلاح العدالة، الذي قال عنه إن خلاصات حواره الوطني أضحت جاهزة. واعتبر عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن العراقيل الموضوعة حاليا في طريق الحكومة الحالية غايتها الحقيقية هي الانتخابات الجماعية القادمة، قائلا: «إنهم يخافون من العدالة والتنمية أن تتمكن من تسيير الجماعات، حتى لا تجمع بين التنمية المحلية ونظيرتها الوطنية. الشعب فاق وعاق بكم»، مضيفا أن حزبه لن يدخل في أي صفقات دون أن يعلم بها الشعب ودون أن يكون هدفها هو تقدم البلد.