تزامنا مع زيارة وفد يمثل مجموعة الاشتراكيين الديمقراطيين بالبرلمان الأوربي للعيون، خرج العديد ممن يعرفون ب«انفصاليي الداخل» في مسيرات احتجاجية بمجموعة من أحياء المدينة، مما دفع عناصر الأمن إلى التدخل من أجل تفريق المتظاهرين. ووفق مصادر متطابقة، فإن محيط شارع مكة شهد أول أمس عملية استنفار قصوى، إذ أغلق أصحاب المقاهي والمتاجر أبواب محلاتهم، كما رابطت العديد من وحدات عناصر الأمن بالقرب من محيط مقر اتصالات المغرب منذ الساعات الأولى تحسبا لأي طارئ. وكان مجموعة من الانفصاليين يطلقون على أنفسهم «تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية» قد دعوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية تزامنا مع زيارة الوفد البرلماني الأوربي للعيون على الساعة السادسة من مساء السبت الماضي. وفي الوقت نفسه، دعت تنسيقية تطلق على نفسها «تنسيقية اكديم إزيك للحراك السلمي» إلى تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بتنظيم استفتاء في الأقاليم الجنوبية. ووفق ما أكدته مصادر «المساء»، فهذه هي «المرة الأولى التي لا يتفق فيها انفصاليو الداخل على تنظيم وقفة موحدة في نفس المكان والزمان»، مضيفة أن «هذه البيانات والمنشورات لأكثر من جهة تثبت أن الانفصاليين يعيشون حالة من التشتت والاختلاف فيما بينهم». ووفق مصادر أمنية فقد «لجأت عناصر الأمن إلى تفريق المتظاهرين بطرق سلمية بعد أن وصل عدد هذه الاحتجاجات إلى ثلاث وقفات تحولت إلى مسيرات احتجاجية، مما صعب عملية ضبطها. كما أنها مسيرات احتجاجية غير مرخص لها، والمسيرة تحتاج إلى إشعار للسلطات من طرف جمعيات عكس الوقفات التي لا يحتاج تنظيمها إلى هذا الإجراء». وقد عقد وفد الاشتراكيين الديمقراطيين بالبرلمان الأوربي، الذي يقوم بزيارة للمغرب، في إطار اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، يوم أمس لقاء مع والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، خليل الدخيل، رفقة عدد من شيوخ القبائل الصحراوية. وشهد هذا اللقاء نقاشا بين الطرفين بخصوص ملف الصحراء، حيث تم تقريب النواب البرلمانيّين الأوربيين من الأوضاع الميدانيَة بالمنطقة، زيادة على توفير إجابات للنواب المستفسرين عن تصورات الجهوية المتقدّمة ومشروع الحكم الذاتي لأقاليم الصحراء. كما اجتمع الوفد البرلماني الأوربي في لقاء دام أزيد من ساعتين، أول يوم أمس، مع أعضاء المكتب التنفيذي لما يعرف بجمعية «تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان» المعروفة اختصارا ب»كوديسا» بمنزل الناشطة الانفصالية أميناتو حيدار. ووفق مصادر مطلعة، فإن أعضاء الوفد الأوربي لم يعبروا عن أي موقف سياسي أو دعم لمطالب الانفصاليين خلال هذا اللقاء، واكتفوا بالاستماع إلى ما ورد على لسان الناشطين الانفصاليين. وكان الوفد يتكون من كل من رئيسة الوفد البلجيكية فيرونيك دو كيسير، والبرلماني الإيطالي بييرانطوني بانزيري، وآنا كوميش من البرتغال، وجيل باركنو من فرنسا، وماريا مونيز دو أركيزا من إسبانيا، ونوربرت نوصير من ألمانيا، بالإضافة إلى عنصرين من فريق عمل الاشتراكيين الديمقراطيين بالبرلمان الأوربي، وأربعة مساعدين للبرلمانيين الأوربيين.