سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسم أصيلة الثقافي في دورته ال35.. 400 مشارك بينهم سياسيون ومفكرون وكتاب وفنانون يفتتح اليوم ومن ضيوفه عمرو موسى ومحمود جبريل وموراتينوس ومنتهى الرمحي ومصطفى البرغوتي وشلقم والطوزي
ابتداء من اليوم، وعلى مدى عشرة أيام، يلتقي جمهور موسم منتدى أصيلة الثقافي مع فعاليات المنتدى في دورته ال35، ضمن برنامج يحفل بالمواعيد الثقافية المهمة، التي تتجاور مع نبض المرحلة وتطرح الإشكاليات الحادة التي تمر منها المنطقة العربية والعالم، وبالأخص تداعيات "الربيع العربي" وأثره على عالم عربي ما زال يعيش الفصول الأولى من تحولات هذا الربيع الحاد والمدوي في بلدان معينة، والهادئ والسلس في بلدان أخرى.
لقد استطاع محمد بنعيسى، رئيس مؤسسة منتدى أصيلة، أن يحول موسم أصيلة الثقافي إلى ملتقى عربي ودولي، وأن يحافظ على وتيرة تنظيمه وانعقاده خلال 35 دورة، كبر فيها الشباب الذين كانوا أطفالا في محترفات الرسم الأولى وصاروا فنانين معروفين، ورحل بعض ضيوفه الأوائل ومريديه أمثال الروائي السوداني الطيب صالح والشاعر الكونغولي تشيكايا أوتامسي والشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر العراقي بلند الحيدري والروائي المغربي محمد زفزاف والكاتب الكبير محمد شكري وعدد آخر من كبار الكتاب والمفكرين المغاربة أمثال عبدالكبير الخطيبي ومحمد عزيز الحبابي. ففي هذه المدينة مر أغلب المثقفين، وفي الساحات وبين أرصفة المقاهي وداخل دروب المدينة تتحول أصيلة إلى مهرجان كبير، ويتحول المهرجان إلى أصيلة تموج بالبشر والحكايات وكأنها ملتقى طرق يعبر منها الجميع كل إلى وجهته. يزهو محمد بنعيسى بكون الموسم الثقافي السنوي جعل من أصيلة مدينة معروفة في العالم، وهو هذا العام يستضيف عددا من الوجوه المعروفة أمثال عمرو موسى ومحمود جبريل وموراتينوس ومنتهى الرمحي ومصطفى البرغوتي وشلقم والطوزي وغيرهم. فالموسم يعطي لمتتبعه الوفي فرصة للتفكير وللتعلم. إنه بمثابة جامعة صيفية يشارك فيها الجميع ويبنون أصول الحوار الثقافي والحضاري الراقي. تنطلق فعاليات الموسم مساء اليوم الجمعة، وتمتد على مسافة أسبوعين، بمشاركة أكثر من 400 مشارك من عالم الفكر والثقافة والفن والإعلام. ومنذ عام 1978 حافظ موسم أصيلة على كونه فضاء مفتوحا للحوار والنقاش المثمر، ترفده باقة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية. وينتظر، كما جرت العادة، أن يوجه الملك محمد السادس، راعي الموسم منذ أن كان وليا للعهد، رسالة إلى المهرجان في جلسته الافتتاحية يتكلف بتلاوتها أحد مستشاريه، وذلك في الندوة الأولى للموسم المخصصة لموضوع «التغير المناخي والأمن الغذائي: بين المقاربة التقنية والفعالية البشرية»، التي ستجمع عددا من الباحثين والخبراء وصانعي القرار والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والخبراء، المنشغلين بإشكالية التغير المناخي وانعكاساته السلبية المؤكدة على الأمن الغذائي، لكونه أخطر ما ستواجهه البشرية في غضون العقود المقبلة. وتنتهي الندوة الافتتاحية يوم 23 من الشهر الجاري، لتفسح المجال لتظاهرة فنية، يلتقي خلالها نخبة من المهتمين بالفنون التشكيلية، العرب والأجانب، لتقصي وتلمس الملامح الجديدة للاستشراق على الصعيد العالمي، كما تتجلى في الفنون العربية المعاصرة، في سياق حوار خلاق بين الفنون. وتدوم الندوة يومين، وهي امتداد لتجربة أصيلة منذ انطلاقها قبل ثلاثة عقود ونصف؛ وما زالت تلك الهوية «مكونا» ثابتا وحاضرا لا يغيب عن برامج المواسم، بل له الأسبقية بمعنى من المعاني، إذ جرت العادة أن يحل بالمدينة، أولا، الفنانون المتمرسون، والمتمرنون من الطلاب، قبل انطلاق أشغال ندوات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية. ويتيح لهم القدوم المبكر إلى أصيلة إعداد الورش وتهيئة المواد الأولية المستعملة وهندسة الجداريات. ويتوزع البرنامج، كما هو الحال في الدورة الحالية، على مشاغل التدريب على فن الحفر والصباغة الزيتية، إلى جانب مشاغل مرسم الأطفال، حيث يتمرن الصغار الموهوبون على الريشة والصباغة. أهم ندوات جامعة المعتمد بن عباد هي الندوة التي ستقام يومي 28 و29 من الشهر الجاري، وتدور حول الواقع السياسي والثقافي الراهن، موضوعها «فصول الربيع العربي، من منظورنا ورؤية الآخر». وتؤكد ورقة الندوة أن «ترمومتر» الحراك العربي، في وضعية فضفاضة، لم يستقر بعد عند نقطة نهائية، دون أن يحول ذلك بين الباحثين والمحللين من الإمساك بالظاهرة واستخلاص النتائج، بل توقع المسارات. سحر خليفة تحوز جائزة الرواية العربية توجت مؤسسة منتدى أصيلة الكاتبة الفلسطينية الكبيرة سحر خليفة بجائزة الرواية العربية، التي تحمل اسم محمد زفزاف في دورتها الخامسة، اعترافا بمسار تجربة وإبداع وكتابة تميز به هذا الصوت المتميز في سماء الرواية العربية منذ روايتها الأكثر شهرة «عباد الشمس». وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار أمريكي. إنها صوت أدبي ساحر حفر خندقا إلى جانب الشعر الفلسطيني وعزز موقع الرواية في أدب فلسطيني لم يعترف طويلا إلا بالشعر لسانا لقضيته. وسبق أن فاز بهذه الجائزة في دوراتها السابقة كل من الطيب صالح وإبراهيم الكوني ومبارك ربيع وحنا مينة، وهي تعتبر من أهم الجوائز الأدبية التي تمنحها المؤسسة التي تنظم موسم أصيلة الثقافي. وتشكلت لجنة تحكيم الدورة الخامسة لجائزة الرواية العربية من الروائي واسيني الأعرج، رئيسا، وأحمد المديني وإسماعيل فهد إسماعيل وعبدو جبير ومحمد بنعيسى أعضاء. وتنظم الجائزة ندوة أدبية ونقدية عن الرواية العربية وتجربة سحر خليفة، يشارك فيها كل من نبيل عمرو، السياسي الفلسطيني المعروف، ومراد السوداني رئيس اتحاد كتاب وأدباء فلسطين، وعبدالرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب، ورزان محمود إبراهيم، وهي كاتبة من سلطنة عمان، والقاصة المغربية لطيفة لبصير، ونعيم الحلواني مدير دائرة المطبوعات في بيت الشعر في فلسطين، وتختتم بمداخلة للروائية سحر خليفة، التي ستبسط مفاصل من تجربتها الأدبية والحياتية. نشرت سحر خليفة أولى رواياتها «لم نعد جواري لكم» عام 1974 عن دار المعارف في القاهرة والآداب – بيروت، وقد حولت الرواية إلى مسلسل إذاعي في الشرق الأوسط» وإلى مسلسل تلفزيوني عام 1982. وصدرت روايتها الثانية «الصبار» عام 1976 عن أربع دور نشر. وقد ترجمت الرواية إلى اللغات الفرنسية الألمانية والإنجليزية والهولندية والإندونسية والإسبانية والإيطالية والعبرية. وصدرت روايتها الثالثة «عباد الشمس» عام 1980 عن أربع دور نشر في القدس ودمشق وبيروت، وترجمت إلى اللغات الفرنسية والألمانية والهولندية والإيطالية والإسبانية والعبرية. وصدرت روايتها الرابعة «مذكرات امرأة غير واقعية» عام 1986 عن دار الآداب- بيروت، وترجمت إلى اللغات الألمانية والهولندية والإيطالية والإسبانية. وصدرت روايتها الخامسة «باب الساحة» عن دار الآداب – بيروت، وترجمت إلى اللغات الألمانية والهولندية والإيطالية والإسبانية. وصدرت روايتها السادسة «الميراث» عام 1996 عن دار الآداب – بيروت، وترجمت إلى اللغتين الفرنسية والألمانية. وقد ألقت سحر خليفة محاضرات في عدة دول أوروبية وعدد من الولاياتالأمريكية. إشكالية الهوية والتنوع الثقافي ويشمل برنامج موسم أصيلة الثقافي في اليوم الأول من الشهر المقبل الندوة ما قبل الأخيرة، وتدور أشغالها حول إشكاليات «الهوية والتنوع والأمن الثقافي». ومن الواضح أن خيطا رفيعا يوحد بين الندوات الكبرى الثلاث المبرمجة خلال الدورة الحالية. إذ تعكس مواضيعها بصيغ متفاوتة درجة الانشغال والمخاوف التي تنتاب عددا من المجتمعات، خشية من تداعيات تحديات اقتصادية وبيئية وسياسية. وتؤكد أرضية الندوة أن هذا الشعور يؤرق المجتمعات العربية التي يواجه بعضها ظروفا عصيبة. وفي هذا الزخم غير المسبوق اندلعت مشكلات ظلت عقودا تحت الأرض، ضمنها مسألة «الأمن الثقافي» كمظهر لانتشار الوعي وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعبيرا عن توق الناس وتعلقهم بالحرية. غير أن تلك الطموحات المشروعة في حد ذاتها يرافقها أحيانا تسرع وجموح وقلة صبر وتبصر، من المجموعات الناشطة التي تحسب أن التهميش المتعمد طال ثقافاتها ولغاتها وخصوصيتها وعلامات هويتها، فافتقدت بسبب حماستها الرؤية الواضحة وتعثرت في الانتقال من سرعة إلى أخرى، فاختلطت أمامها السبل وتعددت المسالك. وتتطرق ندوة الأمن الثقافي إلى ظاهرة مثيرة أفرزتها النزاعات المسلحة في عدد من المناطق، حيث يوجد تراث ثقافي إنساني لا تقدر قيمته الجماعات المتحاربة، فتعبث به وتدمره، وكأنه عدوها، مدفوعة بتأويل سطحي وساذج، بل متخلف للدين ولجوهر الحضارات الإنسانية. وقد شاهد العالم أمثلة على ذلك التدمير. دول الخليج والمشهد الإعلامي يحتضن منتدى أصيلة أيضا ندوة حول تطور الإعلام الخليجي، تسلط الضوء على هذا الإعلام، وتعرف به، وتطرح أسئلة حوله، وما إذا كان استطاع أن يواكب المتغيرات التي تحدث على الأرض هناك. وتؤكد ورقة الندوة أن أغلب دول مجلس التعاون الخليجي لها تجاذباتها الخاصة، متأثرة بما يجري بعيدا وقريبا منها وباعتبارها مجتمعات متحركة تحكمها دينامية التطور والرغبة في التحديث المتلائم مع الخصوصيات والمقومات الأصيلة. وتمارس العوامل الخارجية تأثيرها على وتيرة النهضة الشاملة في تلك المجتمعات، على الرغم من كون بعضها يجلب معه تحديات إن لم تكن مخاطر وتهديدات يلوح بها الجار الإيراني، على سبيل المثال، لكونه يطمح إلى أن يصبح لاعبا قويا ورئيسا في المنطقة بأي وسيلة، مستغلا بعض الأوضاع الداخلية العابرة التي تجتازها بعض الدول. وفي ظل تلك التجاذبات والإكراهات، يحاول الإعلام الخليجي، وخاصة المستقل منه أو الذي تساهم في رأسماله بعض الدول الخليجية، أن يضطلع برسالته الإعلامية، القائمة على التنوير والتبصير والإخبار بما يجري أمامه، مبتعدا عن الدخول في منافسة شرسة مع «القوى الإعلامية الأجنبية» التي تخرق قواعد اللعبة الإعلامية، سعيا وراء الإثارة والإدهاش. وتسعى الندوة المخصصة للإعلام في الخليج العربي إلى إثارة نقاش هادئ ومفيد بين الفاعلين في المجال، أملا في توصيف موضوعي لكيفيات تعاطي الإعلام الخليجي في أوطانه، أو بعيدا عنها، مع المتغيرات المتلاحقة الإقليمية والكونية والتطورات الحاصلة في المجتمعات العربية، مثيرة أسئلة من قبيل: ماهي رهانات هذا الإعلام وأية هواجس تسكنه؟ وكيف يمكنه أن يوفق بين انتظارات الجمهور والرأي العام التي لا تكون دائما سليمة؟ إضافة إلى إثارة مسألة الوظيفة الإعلامية المحايدة، المجانبة للتضليل. تكتمل صورة الموسم بالوقوف عند فعاليات أخرى، إبداعية وفنية يشهدها الموسم هذا العام، ففي هذا الإطار هناك تجربة مشغل «كتابة وإبداع» الموجه إلى الطفل، حيث تستمر المراهنة على إيقاظ جذوة الحرية وتذوق الجمال والتعبير بالكلمة والريشة عند تلك الفئة العمرية، حيث يكافأ المتفوقون المبدعون منهم بجوائز تشجيعية. بالإضافة إلى ذلك، يشهد الموسم إقامة عرض للأزياء تشرف عليه المصممة المغربية نبيهة الغياتي. وتصاحب أمسيات الموسم عروض وسهرات موسيقية، يحييها فنانون وعازفون ومنشدون مغاربة وأجانب، تتضمن الغناء الفردي مثل «الفادو» و«الفلامنكو». كما تشتمل على الإنشاد الجماعي، الصوفي والأندلسي، وغيرهما من الألوان والأهازيج الموسيقية.