يبدو أن الذهب بدأ يفقد مكانته باعتباره ملاذا آمنا للمستثمرين، فبعد إنهائه لسنة 2012 على ارتفاع قارب 8 في المائة دوليا، ليصل إلى أكثر من 1659 دولارا للأوقية، أنهى سعر المعدن النفيس اتجاهه التصاعدي الذي استمر ما يقرب من 7 سنوات، حيث يسجل حاليا نسبة انخفاض تفوق 16 في المائة مقارنة ببداية 2013، ليسجل في جلسة أول أمس 1387 دولارا للأوقية، وإذا ما قارنا هذا الرقم بأعلى مستوى وصلت إليه الأسعار في عام 2011 الذي سجل 1900 دولار للأوقية، نجد أن نسبة الانخفاض فاقت 28 في المائة. ويرجع الخبراء أسباب هذا الانخفاض إلى عوامل ماكرو اقتصادية ومالية، باعتبار أن الاقتصاد العالمي بدأ في التعافي بعد فترة طويلة من الأزمة، ينضاف إليه ارتفاع معدلات التضخم، وهو الوضع الذي لا يساعد على تطور سعر الذهب، لأن هذا الأخير يرتفع في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي. وفي الأسواق المغربية، سجلت أسعار حلي الذهب أول أمس الاثنين، حسب الموقع الالكتروني المتخصص في أسعار الذهب بالأسواق العربية والعالمية «أسعار الذهب اليوم.كوم»، انخفاضا ملحوظا متأثرا بانخفاض الأسعار العالمية ، ليسجل سعر العيار 21 أول أمس الاثنين إلى 325.73 درهما، بدلا من 329 درهما في التاسع من يونيو الجاري، واستقر سعر العيار 24 عند 372.23 درهما مقارنة ب 376 درهما خلال الأسبوع الماضي، وسجل عيار 14 أول أمس 217.23 درهما مقارنة ب219.4 درهما سابقا، وانخفض سعر العيار 18 بواقع 3 دراهم مسجلا 279.2 درهما مقارنة ب 282 درهما. هذه الأرقام بعيدة جدا عن الأسعار المسجلة خلال نهاية سنة 2012 مثلا، عندما كان الذهب يفوق سعره 550 درهما للغرام الواحد، أي أن الأسعار انخفضت بأكثر من 40 في المائة خلال 6 أشهر. وقال تقرير من مجلس الذهب العالمي إن الطلب على المعدن النفيس تراجع 13 في المائة في الربع الأول نحو أدنى مستوياته في تسع سنوات، حيث تجاوزت مبيعات المستثمرين في المنتجات المدعومة به في صناديق المؤشرات طفرة الشراء في الهند والصين. وأكد المجلس الذي يقع مقره في لندن في تقرير صدر مؤخرا، على أن الطلب العالمي على الذهب انخفض إلى 963 طنا في الربع الأول، بالمقارنة مع 1107.5 أطنان قبل عام. ويعد هذا الرقم هو الأدنى منذ الربع الأول عام 2010 عندما بلغ الطلب على المعدن 658 طنا. ومن المعلوم أن المعدن الثمين الذي واصلت أسعاره صعودها القوي خلال 12 عاما متواصلا هبطت بعنف في منتصف شهر أبريل الماضي عندما تراجعت بحوالي 200 دولار خلال يومين نحو أدنى مستوياتها في عامين. وتوجه المستثمرون نحو التخارج من مراكزهم في الذهب إلى الأصول ذات مخاطر مرتفعة، ولا سيما الأسهم، خصوصا مع مواصلة السوق الأمريكي تحقيق مستويات قياسية مرتفعة. وأظهر التقرير ارتفاع الطلب العالمي على المجوهرات 12 في المائة إلى 551 طنا، بالتزامن مع قفزة في المشتريات بنسبة 19 في المائة إلى 184.8 طنا في الصين، وبنسبة 15 في المائة في الهند إلى 159.5 طنا، فيما ارتفع استهلاك المجوهرات في الولاياتالمتحدة 6.2 في المائة لتكون الزيادة الفصلية الأولى منذ عام 2005.