في الوقت الذي كان بعض الجمعويين يحتجون على هدم نافورة الدارالبيضاء وبناء المسرح الكبير مكانها، اقترح مجلس المدينة وضع مبلغ مليار و700 مليون سنتيم في خزينة شركة الدارالبيضاء للتهيئة من أجل بناء المسرح، إضافة إلى اقتناء بقعة أرضية بمبلغ 100 مليون سنتيم للهدف نفسه. وكشفت وثيقة تتوفر «المساء» على نسخة منها أن هذين المبلغين المقترحين من قبل المجلس الجماعي يدخلان في إطار تصريف الفائض المالي المسجل هذه السنة، والذي يناهز 6 مليارات سنتيم. وأكد مصدر جمعوي أن الإصرار على هدم نافورة ساحة محمد الخامس وبناء المسرح الكبير مكانها لا يبشر بخير، لأن هناك رفضا من قبل مجموعة من الجمعيات لهذا القرار، وقال: «لقد كان من الأولى تخصيص هذا المبلغ من أجل المساهمة في الحد من مسلسل انهيارات المنازل القديمة في الدارالبيضاء، والتي تحولت إلى قنبلة موقوتة، حيث تسببت في مقتل الكثير من المواطنين». وأوضح أنه لابد من العدول عن فكرة بناء المسرح الكبير في هذه الساحة، خاصة أن هناك أماكن كثيرة يمكنها أن تفي بالغرض. ومنذ بداية الحديث عن فكرة بناء المسرح الكبير في الدارالبيضاء والعديد من الجمعيات تحتج على قرار بنائه في ساحة «الحمام»، وتم تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد هذه الخطوة. من جهة أخرى، قال مصدر مطلع إنه لا داعي لوجود أي تخوف بخصوص النافورة، على اعتبار أن المكان بعد بناء المسرح الكبير سيأخذ طابعا جميلا، وأنه سيتم بناء نافورة جديدة، مؤكدا أن هناك استعدادا للتحاور مع جميع الجمعيات لوضعها في الصورة الحقيقية لهذا المشروع الثقافي الذي تبقى المدينة في حاجة ماسة إليه. وأثيرت قضية هدم النافورة وتحويل موقعها إلى الجزء المقابل للولاية نقاشا واسعا في بعض اجتماعات الدائمة، إذ أكد بعض الأعضاء أن قرار تغيير مكانها لا يمكن أن يشكل البديل بالنسبة للبيضاويين، على اعتبار أن سكان المدينة لهم ذكريات كثيرة مع هذه النافورة، كما أن اسم المدينة أصبح مقرونا بها.