أحمد بوستة لم يبق أمام سكان وزوار الدارالبيضاء سوى شهرين من أجل التقاط صور تذكارية أمام «نافورة الحمام»، حيث علمت «المساء»، من مصدر مطّلع، أنه في آخر شهر دجنبر المقبل ستتم عملية هدمها لإحداث المسرح الكبير، بملغ يناهز 144 مليار سنتيم. وقال مصدر ل«المساء» إن على الذين اتخذوا قرار تحويل النافورة أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية وأن يفتحوا نقاشا عموميا مع الرأي العامّ حول الأسباب الداعية إلى هذا الإجراء، وأضاف أنه «لا يكفي فقط تحريك الجرّافات لهدم النافورة، بل لا بد من شرح الدوافع المؤدية إلى ذلك»، وأوضح أنه لا يمكن، بأي حال، قبول تحويل النافورة إلا إذا جرى اتفاق بين جميع المتدخلين في المدينة، سواء تعلق الأمر بالسلطات المحلية أو المنتخبة أو المجمتع المدني. وإلى حد الساعة، ما يزال الغيورون على المعالم الثقافية والتاريخية والسياحية للدار البيضاء لم يستوعبوا قرار هدم النافورة، التي تعدّ واحدة من معالم هذه المدينة، حيث يعتبرون أن هذا القرار غيرُ ذي جدوى ويضرب في الصميم واحدة من معالم العاصمة الاقتصادية، ويعتبر أصحاب هذا الرأي أن هناك العديد من المناطق الأخرى، التي كان بالإمكان استغلالها لإحداث المسرح الكبير. ومن بين المقترحات التي سبق أن تقدم بها بعض المنتخبين لعدم هدم النافورة هو هدم مركب محمد الخامس، الذي يوجد في منطقة المعاريف، وبناء المسرح مكانه، نظرا إلى المشاكل الكثيرة التي يخلّفها وجود مركّب رياضيّ وسط أحياء سكنية، حيث تتحول مباريات «الغريمين» الوداد والرجاء إلى أحداث شغب تقلق راحة سكان هذه المنطقة. وقد أثارت قضية هدم النافورة وتحويلها إلى الجزء المقابل للولاية نقاشا واسعا في بعض اجتماعات اللجن الدائمة، إذ أكد بعض الأعضاء أن قرار تحويلها لا يمكن أن يشكل البديل بالنسبة إلى البيضاويين، على اعتبار أن «سكان المدينة لهم ذكريات كثيرة مع هذه النافورة، والأكثر من ذلك أن اسم المدينة أصبح مقرونا بها».