سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجرافات تكنس معلمة «باب العرفان» من الرباط لتشييد ممر ل«الترامواي» ولعلو يدعو إلى تفهم قرار الهدم ووكالة أبي رقراق تقول إن «العرفان» ليست معلمة تاريخية
24 ساعة هو العمر المتبقي ل« باب العرفان» الذي يحتضن المدينة الجامعية بالرباط، قبل أن تحوله الجرافات إلى ركام من الحجر بعد قرار وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق هدمه لإفساح المجال أمام الترامواي. القرار الذي اجتهدت الوكالة في إيجاد تبريرات له من خلال التأكيد على أن هذا الباب «لا يعد معلمة تاريخية»، ويشكل «حاجزا بصريا» يفصل المدينة الجامعية عن مركز المدينة، لقي معارضة شديدة من طرف بعض الطلبة وعدد من سكان العاصمة الذين يرون بأن هذا القرار سيقضي على معلمة يحتفظون بذكريات جميلة عنها خلال سنوات دراستهم بالجامعة. كما تم إنشاء موقع على «الفايس بوك» للتنديد بهذا القرار الذي وصف ب«غير المقبول»، لكونه سيزيل بابا كلف مبالغ مالية مهمة، في إطار مشروع الترامواي الذي زاد من عرقلة حركة السير، وسبب ولا يزال إزعاجا كبيرا لسكان الرباط وسلا. الوكالة حددت يوم غد الثلاثاء كموعد للشروع في عملية الهدم، وأكدت أن هذا الباب الذي بني نهاية الثمانينيات غير مصنف كمعلمة تاريخية وأن المنطقة لم يثبت احتواؤها على بوابة أو مبنى ذي قيمة تاريخية خلال القرن 19في محاولة لحسم أي نقاش قد يثار على خلفية قرار الهدم . فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط وصف قرار الهدم ب«الطبيعي»، وقال في اتصال هاتفي مع «المساء» إن «جميع الإجراءات القانونية احترمت قبل اتخاذ هذا القرار الذي سيعطي دفعة قوية للمشروع»، وأضاف أن على «المواطنين تفهم الأسباب التي دفعت إلى هدم «باب العرفان» الذي لا يكتسي أي ثقل تاريخي». وأفادت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق في بلاغ لها بأن الهندسة الحالية «لباب العرفان» لها «تأثير» على انسيابية السير، و«لا تتلاءم» من حيث مخطط التعمير مع أعمال التهيئة في المنطقة المحيطة به. كما أعلنت أيضا عن تنظيم مسابقة هندسية لإعادة بناء باب العرفان بعد استكمال أشغال الترامواي. هدم الباب الذي يتضمن آيات قرآنية وزخارف جميلة إضافة إلى أبيات شعرية مهداة إلى الملك الراحل الحسن الثاني اعتبره بعض المواطنين الذين استقت «المساء» أراءهم يعد دليلا على الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون المغاربة مع التراث، وأجمعوا بالمقابل على أن مشروع الترامواي لا يصلح لمدينة الرباط، وساهم بشكل كبير في تحويلها إلى مدينة «بشعة ومثيرة للأعصاب». كما تساءل البعض عن سبب اتخاذ هذا القرار خلال العطلة الصيفية، وربطه بمحاولة لتجنب أي رد فعل غاضب من طرف الطلبة احتجاجا على هدم باب مدينتهم.