ما يزال قرار تحويل نافورة الدارالبيضاء، التي توجد بساحة محمد الخامس، إلى الجهة المقابلة للمحكمة الابتدائية، يثير الكثير من الجدل في أوساط البيضاويين. إذ لم يستسغ بعض الغيورين على المعالم الثقافية والتاريخية للدارالبيضاء اتخاذ مثل هذا القرار، مؤكدين أنه لا يمكن الاستغناء عن واحدة من معالم هذه المدينة بمبرر إحداث المسرح الكبير. واعتبر عبد الغني المرحاني، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن تحويل النافورة يشكل طمسا لهوية الدارالبيضاء، حيث ارتبط اسم المدينة في السنوات الماضية بوجود هذه النافورة، مؤكدا أن هذه القضية أثيرت بشكل كبير خلال أشغال بعض اللجان الدائمة، وأيضا أثناء دورة المجلس، التي طرحت فيها قضية إحداث المسرح الكبير، وقال إن «النافورة شكلت خلال السنوات الماضية واحدة من معالم هذه المدينة، وإن قرار تحويلها أثار الكثير من الجدل، وإن بناء نافورة جديدة في الجهة المقابلة للمحكمة الابتدائية لا يمكنه أن يشكل عزاء للبيضاويين، لأن ذلك لا يمكنه أن يؤسس لأي علاقة ودية بينهم وبين النافورة الجديدة». وأكد رشيد الأندلسي، رئيس جمعية ذاكرة الدارالبيضاء، أنه لا يمكن بأي حال قبول فكرة تحويل هذه النافورة، إلا إذا وقع توافق بين جميع الغيورين على معالم المدينة، مؤكدا أنه في حالة رفض هذه الفكرة، فلا يمكن تنفيذها، وقال: «يجب أن يعرف الجميع أنه أثناء بناء النافورة الحالية ارتكب خطأ فادح، لأنه لم يكن من الأصح بناء هذه النافورة في ساحة محمد الخامس». وشدد رشيد الأندلسي على أنه لا يمكن مباركة أي قرار بتحويل هذه النافورة إلى أي مكان آخر، إلا إذا لقي هذا القرار استحسان المتتبعين للشأن الثقافي البيضاوي». وأثيرت مسألة تحويل نافورة الدارالبيضاء من مكانها خلال النقاش الدائر حول ضرورة بناء مسرح كبير يعيد الاعتبار للشأن الثقافي للمدينة، ويشكل تعويضا عن هدم المسرح البلدي سنوات الثمانينات من القرن الماضي. ونظرا إلى الضجة التي صاحبت فكرة بناء المسرح الكبير في الدارالبيضاء في ساحة محمد الخامس، فإن هناك من اقترح هدم ملعب محمد الخامس وبناء المسرح مكانه، مؤكدين أنه بعد إحداث الملعب الكبير للدارالبيضاء لن تعود المدينة في حاجة إلى مركب محمد الخامس، الذي أصبح وجوده في هذا المكان يثير الكثير من المشاكل بالنسبة للسكان المحيطين به، بسبب أحداث الشغب، التي أصبحت ترافق إجراء مباراة الغريمين الرجاء والوداد البيضاويين