عاشت أجهزة الأمن بجهة فاس أسبوعا من «توتر الأعصاب» في بحث «مرير» من أجل كشف خيوط اختفاء مفاجئ لطفلين أخوين لأسرة تشتغل في مجال التعليم، وذلك قبل أن يتبين للجميع مساء يوم الأربعاء الماضي أن المسألة تتعلق ب«سفر» عائلي إلى بلدة وادي أمليل، التابعة لإقليم تازة. وكانت عائلة الطفلين (ز، ب) و(ي، ب)، الأول يبلغ من العمر 14 سنة والثاني يبلغ 11 سنة، قد أعلنت عن اختفائهما منذ مساء يوم الخميس الماضي، وأخبرت السلطات الأمنية بذلك. وحكت أم الطفلين، وهي مدرسة، لرجال الأمن كيف أنها منحت لطفليها مبلغ 50 درهما وأرسلتهما على الساعة الرابعة من مساء نفس اليوم إلى الصيدلية لشراء دواء لها، لكنهما لم يعودا إلى البيت بعد ذلك. وخلق الحادث استنفارا حتى في صفوف رجال التعليم الذين انضم عدد منهم لتكثيف الاتصالات بحثا عن المختفين، وتم مد بعضهم بنسخ من صور المختفين. وقالت الأم لرجال الأمن إنها اتصلت بجل أقاربها ومعارفها وتبين لها أن هؤلاء ليس لهم أي علم بمصير طفليها. كما نفت أن تكون على خصومة مع أطراف خارجية من شأنها أن تكون قد صفت حساباتها مع العائلة عبر «اختطاف» الطفلين. وظل الأب طيلة يوم الأربعاء الماضي «مرابطا» بولاية الأمن يطالب ب«تفعيل» البحث» عن ابنيه، قبل أن يتوصل في مساء اليوم ذاته بمكالمة هاتفية من أحد أقرباء العائلة بوادي أمليل يخبره فيها بأن طفليه قد اشتاقا إلى رؤية العائلة بعد «عطلة» دامت أسبوعا. ويبدو أن الطفلين قد «استغلا» مبلغ 50 درهما لركوب «الطوبيس» من طريق صفرو في اتجاه المحطة الطرقية بالقرب من المدينة العتيقة، ومن ثمة استقلا الحافلة في اتجاه وادي أمليل، لقضاء أيام عطلة في «هدوء الطبيعة». وقال قريب العائلة الذي استقبلهما إنه حاول أن يتصل بالأب والأم عبر «تقنية البيب» ليخبرهما باستقباله للطفلين، لكنه لم يتمكن من ربط الاتصال، مما جعل كل الأطراف تعيش أسبوعا كاملا من «توتر الأعصاب». ومما زاد من «توتر» الأطراف كلها، ما راج مؤخرا في عدد من وسائل الإعلام عن تنامي اختطاف الأطفال لأغراض يرجح أن تكون لها علاقة بالسحر والشعوذة واستخراج الكنوز. وكان كل من أمسك بالصور التي التقطت للطفلين في ساحة «الحمام» بالدار البيضاء يتأمل في عيني الطفلين، مغذيا إشاعة كونهما «زهريين»، وهي «العلامة» ذاتها التي يقال إنها تقف وراء اختطاف عدد من الأطفال في مختلف مناطق المغرب.