كشف البروفسور عبد العزيز راجي، رئيس قسم جراحة الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى محمد السادس عن ارتفاع في عدد المواليد المصابين بالإعاقة السمعية بجهة مراكش تانسيفت الحوز إلى ما يقارب 100 حالة سنوية، مشيرا إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع لدى الأطفال الذين يعانون مخاطر عالية عند الولادة، «دون احتساب حالات الصمم الناتجة عن التهاب السحايا، والالتهابات الفيروسية، أو التهابات الأذن». وأوضح الدكتور راجي، رئيس جمعية الجنوب للمساعدة الطبية لذوي الإعاقة السمعية، أن عدد الولادات التي تعرفها جهة مراكش تانسيفت الحوز تصل إلى 69403 حالات ولادة سنوية، ينتج عنها إصابة قرابة 100 حالة إعاقة بالصمم، وهو ما يهدد «مستقبل الوطن والأمة خلال السنوات المقبلة في حالة عدم تدارك الموقف». الحل يتمثل في مساهمة كل الفاعلين في شراء «القوقعة» للأطفال والمواليد، والتي تصل قيمة الواحدة منها إلى حوالي 200 ألف درهم، بينما يتطوع طاقم طبي متخصص بكل من مستشفى ابن طفيل، والمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش لإجراء عمليات زرع هذه القوقعات، التي تفوق نسبة نجاحها 90 في المائة. وفي الوقت الذي أكد فيه الدكتور راجي أن الإعاقة السمعية توجد خارج أولويات وزارة الصحة، أشار إلى أن التأمين الصحي الإجباري يغطي فقط 50 في المائة من تكلفة القوقعة في أحسن الحالات، مما يعني حرمان عدد من الأسر الفقيرة والمعوزة من إخراج فلذات كبدها من دائرة الإعاقة السمعية. وكشف البروفسور عن حملة طبية من المتوقع أن تنظمها جمعية الجنوب للمساعدة الطبية لذوي الإعاقة السمعية يوم السبت المقبل بمسشفى ابن طفيل، بعد تنسيق مع الاتحاد الجهوي للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة في مراكش، والمستشفى الجامعي محمد السادس، حيث سيقوم طاقم طبي مكون من 22 طبيبا و8 ممرضين، و3 مروضي النطق، بإجراء فحوصات على ما يزيد من 300 طفل، تم البحث عنهم في مختلف الأحياء والمؤسسات، في الوقت الذي ستقوم فيه الجمعية بحملة خلال الأسابيع المقبلة داخل عدد من المؤسسات التعليمية للوقوف على حالات الإعاقة السمعية الموجودة في صفوف التلاميذ، والتي «تؤثر لا محالة على التحصيل الدراسي لهذه الفئة»، يقول الدكتور عادل التيجاني، طبيب جراح في الأنف والأذن والحنجرة.