شهد المستشفى الجامعي محمد السادس ومستشفى ابن طفيل في مراكش، شهر أبريل الجاري، مجموعة من التدخلات الطبية الاستعجالية، لحالات مرضى نقلوا عبر الإسعاف الطبي بالمروحية "السامو 04". سجل، في 23 من أبريل الجاري، نقل مروحية الإسعاف كِلية شخص ميت كلينيكيا من المستشفى الجامعي في مراكش إلى المستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، حيث استفاد مريض بالقصور الكلوي لعملية زرع الكلية، وبلغت مدة الرحلة ساعتين ونصف الساعة، ذهابا وإيابا. وينضاف إلى هذا التدخل الطبي الاستعجالي، نقل شاب، يبلغ من العمر 23 سنة، تعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض، نتج عنه بتر يده اليسرى، ما استدعى نقله بمروحية الإسعاف، من المستشفى الإقليمي المختار السوسي في مدينة تارودانت، باتجاه مستعجلات مستشفى ابن طفيل بمراكش، حيث خضع لعملية جراحية لاسترجاع يده المبتورة. ووصلت مدة الرحلة 3 ساعات و7 دقائق ذهابا وإيابا. وبعد عملية جراحية استغرقت 6 ساعات، يوجد المصاب حاليا في غرفة الإنعاش، حيث يخضع لمراقبة طبية، لتتبع مدى استرجاع أوعية اليد لوتيرة اشتغالها الطبيعية، ويقول الأطباء إنه بلغ مرحلة علاج مرضية. من جهة أخرى، عملت مروحية الإسعاف الطبي على نقل مصاب بالطيطانوس، يبلغ من العمر 27 سنة، من المستشفى الجهوي الموحدين في كلميم نحو مستشفى ابن طفيل بمراكش، إذ خضع لعلاجات داخل قسم الإنعاش الطبي، علما أن رحلة المروحية حددت في 4 ساعات و7 دقائق ذهابا وإيابا، خضع خلالها لعملية مساعدة بالتنفس الاصطناعي. ومن مستشفى مدينة زاكورة، نقل مريض يبلغ من العمر 56 سنة، يشكو اضطرابات وأزمات في الدماغ، ما تطلب نقله إلى مستشفى ابن طفيل، على متن مروحية الإسعاف الطبي، بسبب غياب جهاز السكانير في مدينة زاكورة. وبعد إجراء الفحص بالإشعاعات فوق البنفسجية، ظهرت عليه أعراض مرضية دقيقة، فأحيل على مصلحة الأنف والأذن والحنجرة. وفي شهر مارس الماضي، شهد مستشفى ابن طفيل، استقبال مجموعة أخرى من الحالات المستعجلة المحالة بواسطة المروحية، منها نقل حامل تبلغ من العمر 33 سنة، قادمة من مستشفى محمد بن عبد الله في الصويرة. وكانت الأم تعاني تبعات حمل غير مراقب، من 32 أسبوع من انحباس الطمث، بعد 8 سنوات من العقم، ما تسبب في إصابتها بعدد من المشاكل الصحية، هددتها بالولادة المبكرة. وبعد رحلة بلغت مدتها ساعتين، ذهابا وإيابا، نقلت المصابة إلى مصلحة الإنعاش في قسم التوليد بالمستشفى الجامعي محمد السادس في مراكش، حيث خضعت لعملية قيصرية، ووضعت مولودا ذكرا، يزن أزيد من كيلوغرام واحد، فأحيل بدوره على قسم المواليد الجدد لإحاطته بالتكفل الطبي اللازم. ومن مأوى جبل توبقال، نقل شاب يبلغ من العمر 32 سنة، تعرض لعملية انزلاق جبلي، نتج عنه إصابة بتمزق على مستوى الركبة اليمنى، ما عسر نقله على الطريق البرية، تبعا إلى وعورة المسلك المؤدي إلى المأوى، الذي يتطلب السير خلال يوم كامل. ونقل المريض على متن مروحية الإسعاف، إلى مستعجلات مستشفى ابن طفيل، حيث خضع لعملية جراحية، ثم غادر المستشفى بعد مدة استشفاء قصيرة في مصلحة أمراض العظام والمفاصل، علما أن رحلة المروحية استغرقت ساعة و23 دقيقة، ذهابا وإيابا. أما في شهر فبراير، جرى نقل مريض يبلغ من العمر 55 سنة، يشكو التهابا في الجهاز التنفسي، أدى به إلى مشاكل خطيرة في التنفس، مصحوبة بمشاكل على مستوى القلب، إذ تطلبت حالته إنعاشا طبيا من الدرجة الثالثة. واستدعى ذلك طلب نقله من مستشفى مولاي الحسن بن المهدي في العيون إلى مستشفى ابن طفيل، خلال رحلة استغرقت 7 ساعات ذهابا وإيابا. ونقل المريض تحت مساعدة التنفس الاصطناعي إلى مستشفى ابن طفيل. وبعد مرور ساعات من دخوله المستشفى، فارق الحياة بعد مضاعفات صحية في وظيفة القلب، أدت إلى توقفه، رغم اتخاذ الإجراءات الضرورية لإنعاشه. يشار إلى أن وزارة الصحة أعطت انطلاقة المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية٬ في إطار تحسين التكفل بالمستعجلات ما قبل الاستشفائية، من خلال إحداث 11 مركزا لضبط وتنظيم التدخلات الطبية الاستعجالية٬ وبداية تشغيل٬ بصفة تدريجية٬ للرقم الوطني الموحد والمجاني المخصص للمكالمات الطبية الاستعجالية رقم "141"٬ وتحديث وتوحيد حضيرة النقل الصحي٬ وبداية تشغيل 20 وحدة محلية للإسعاف الطبي في الوسط القروي (سامو)، وإحداث 15 وحدة للإنعاش الطبي (سامور)، واقتناء أربع مروحيات للنقل الطبي الاستعجالي. ويعتمد المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية٬ الذي عبئت له استثمارات في حدود 500 مليون درهم على دعم الشراكات بين القطاعات العمومية (الوقاية المدنية٬ والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية٬ ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التجهيز والنقل)٬ وكذا الشراكات بين القطاعين العام والخاص٬ فضلا عن تعزيز الإطار القانوني، عبر تقنين الأعمال الطبية الاستعجالية ما قبل الاستشفائية وتنظيم المسار المهني للعاملين في مجال الاستعجال٬ وإحداث تخصص مداوم في ضبط الإسعاف الطبي.