عملية ناجحة من أطباء مستشفى الفارابي بوجدة عالجت طفلا من الناظور مصابا بصمم بالغ عبد القادر كترة "خضع طفل مصاب بصّمم بالغ وتام لعملية جراحية تم بواسطتها وضع أذن اصطناعية تتمثل في زرع قوقعة اصطناعية بالأذن الداخلية، حيث ستُحَوِّل هذه القوقعة الأصوات الخارجية إلى شحنات كهربائية، ترسلها الأذن الداخلية إلى المخ عبر عَصَب السمع" يوضح الأستاذ الدكتور فيليب روماني رئيس مصلحة مستشفيات ديجون بفرنسا الذي أشرف على العملية الجراحية حتى تمر طبقا للمعايير الدولية المعمول بها، بمساعدة الدكتور عبد الله امهادي طبيب اختصاصي بالدار البيضاء وطاقم طبي بمستشفى الفارابي بوجدة بحضور مجموعة من الأطباء الأخصائيين في أمراض الأذن والأنف والحنجرة. ويعد الدكتور "روماني" من بين الأخصائيين في هذه التيكنولوجيا الجراحية التي أشرف على أكثر من 100 حالة منها بمركز ديجون بفرنسا، وكانت النتائج جدّ حسنة سواء عند الصغار الذين يولدون صُماّ أو عند الكبار الذين يعتبرون ذلك معجزة بعد استرداد سمعهم." كان محكوم على هؤلاء الأطفال بالبكم نتيجة الصمم، وبفضل هذه العمليات المضمونة النجاح يستطيعون السمع، ومنهم من أصبح يتكلم اللغة بشكل طبيعي ويتابع دراسته في المدرسة بشكل عادي" يستطرد الطبيب الجراح الذي ينصح بالعمل على الكشف مبكرا لهذا النوع من الإعاقة والمرتبطة بتشخيص الصمم حيث كلما تم إخضاع المعاق لعملية جراحية في سنّ مبكرة كلما كانت النتائج مضمونة مائة في المائة من ناحية التعلم والاندماج بالشكل الطبيعي في الحياة العادية،"وكلما تم زرع القوقعة الاصطناعية مبكرا، كلما تمت إثارة منطقة المخ السمعية التي تشفر الأصوات مبكرا، وستكون النتائج جيّدة". وأكد البروفيسور روماني على نجاعة العملية وصلاحية الجهاز الذي لا يتعطل ولا يصيبه عطب بحكم التجربة إذ سجل عطب 2 جهازين من أصل 100 مع العلم أن أشخاصا ما زالوا يستعملونه منذ أكثر من 13 سنة دون أدنى إشكالية، بل حتى لو أصابه عطب فمن السهل تغييره وبأسهل الطرق". يعاني أكثر من 176 الف مغربي من الصمم وبالتالي من البكم، منهم 15.6 في المائة بالجهة الشرقية حسب إحصائيات 2006، الأمر الذي يجعل المنطقة تعاني أكثر من غيرها بسبب أمراض وراثية جينية أو إصابة الأذن بأمراض لم تعالج في وقتها أو لم تعالج تماما وتسببت في تلف الجهاز السمعي للمصاب...وعملية جراحة من هذا النوع باهضة التكلفة حيث يتطلب إجراؤها ما بين 19 مليون سنيتم و26 مليون سنتيم حسب الحالات، وهي العمليات التي يتم إنجازها بمراكز صحية بالدارالبيضاء والرباط تحت إشراف أطباء أخصائيين مغاربة، وستنطلق عمليات من هذا النوع بمدن وجدة ومراكش وفاس مستقبلا. ويشار إلى أن التعاضديات والتأمينات تغطي 60 في المائة من مصاريف عملية زرع هذا الجهاز الاصطناعي بالنسبة لمنخرطيها. أجريت العملية الجراحية لطفل أصمّ أبكم من مدينة الناظور يبلغ من العمر ثماني سنوات ونصف، صباح يوم السبت 19 دجنبر الجاري، بمستشفى الفارابي بمدينة وجدة في إطار برنامج مخصص للتكوين المستمر لفائدة الأطباء الأخصائيين في أمراض الأذن والأنف والحنجرة بمدينة وجدة ولأطباء الاخصائيين في طبّ الأطفال،استعمل فيها التخذير التام ومباشرة بعد نهاية العملية تم التحقق من نجاح العملية وهو ما تم باستجابة الطفل واسترجاعه لحاسة السمع. كلفت العملية حوالي 25 مليون سنتيم أدى الأب نصفها فيما أدت شركة بيع القوقعات الاصطناعية وبعض الجمعيات الخيرية النصفة الثاني وبمساهمة جمعية الأطباء المشرفين على العملية، مع العلم أن ثمن الجهاز المزروع (القوقعة الاصطناعية) يبلغ 22 مكليون سنتيم فيما تصل كلفة العملية والاستشفاء وأتعاب الطبيب إلى حوالي 3 ملاين سنتيم. فقد الطفل سمعه على إثر حادثة سير منذ أربع سنوات. وبعد توصل ممثل المختربات الفرنسية بالمغرب بملف الطفل من الطبيب المشرف على صحة الطفل، قام بمختلف الفحوصات الطبية والصور بالأشعة، وبعدها تمت الاستشارة مع أحد الأطباء الأمر الذي جعل الأطباء يجمعون على قرار إجراء عملية جراحية ووضع قوقعة اصطناعية للطفل وهي العملية التي من المعتاد أن تجرى في مدينة الدارالبيضاء أو الرباط. وبتظافر جميع جهود الأطراف المتدخلة تم العزم على إجرائها بمستشفى الفارابي بوجدة بحضور الأطر الطبية لمدينة وجدة... "جاءت هذه العملية التطبيقية الخاصة بزرع القوقعة الاصطناعية في إطار برنامج التكوين المستمر لصالح أطباء الأذن والأنف والحنجرة، بشراكة ودادية أطباء الأذن والأنف والحنجرة..." يصرح حكيم سفيان مكلف بجهاز القوقعة السماعية بالمختربات الفرنسية "أوديتيك" الموجودة بالمغرب والذي اعتبر أن هذه البادرة جدّ حسنة لسكان مدينة وجدة والجهة الشرقية بحكم أن الساكنة لن تتحمل مستقبلا عناء وتكاليف السفر إلى مدينتي الرباط والدارالبيضاء لهذا الغرض. وأشار حكيم ممثل المختبرات الفرنسية إلى أن أربعة أطر طبية من جمعية أطباء الأّن والأنف والحنجرة مدينة وجدة سيستفيدون من تكوين مستمر في هذا الأختصاص لزرع القوقعة والعمليات المعقدة والميكروسكوبية للأذن، لرفع معاناة الأطفال والكبار المصابين بهذه الإعاقة التي أصبح من السهل تجاوزها، كما سيكمل هؤلاء الأطباء المستفيدين تكوينهم بمجموعة من المستشفيات الفرنسية والاسبانية. "وبهذه العملية التكوينية ستتوفر مدينة وجدة والجهة الشرقية، في أفق 2012، على طاقم طبي من وجدة والجهة يقوم بهذه العمليات المهمة والمعقدة...". كما أشار إلى أن المختبرات الفرنسية "أوديتيك" للأجهزة الطبية السمعية ستفتح مركزا بمدينة وجدة. "تواجدنا هنا بمدينة وجدة في إطار علمي بمساهمة جمعية أطباء الأّن والأنف والحنجرة بوجدة من أجل يوم للتكوين المستمر ومن خلال التطبيقات العلمية..." يوضح الدكتور عبدالإلاه امهادي أخصائي في الأذن والحنجرة والحلق وجراحة الفك بالدارالبيضاء. وأشار إلى أن الأطباء قاموا بعمليتين جراحيتين في إطار اختصاصاتهم خصت الأولى زرع قوقعة اصطناعية أشرف عليها الأخصائي الدكتور الفرنسي فيليب روماني، فيما أشرف بنفسه على العملية الثانية التي همّت حلّ إشاكلية الصم التي لها علاقة بالتحجر لعظيمات الأذن الوسطى،"وخاصية العملية أنها كانت من داخل الأذن، تحت التخذير المحلي بحيث يساهم المريض في العملية الجراحية التي يخضع لها، كما أن من مميزات هذه العملية هو إخضاع المريض للتجربة مباشرة بعد الانتهاء من العملية الجراحية وهو ما تم بالفعل.