كشفت مصادر طبية استنادا الى معطيات إحصائية أولية أن عدد المصابين بالصمم والبكم ببلادنا، المحتاجين الى تدخل طبي عن طريق زرع «القوقعة» (IMPLANT COCHLEAIRE) يصل الى حوالي 160 ألف فرد. وقالت بشأن حظوظ استفادة هذه الفئة من العلاج أنها تبقى ضعيفة ومحدودة لأسباب أرجعتها بدرجة أولى الى ارتفاع كلفة العملية العلاجية التي تزيد بحسب قولها عن ال 25 مليون سنتيم، يصل ثمن الجهاز وحده منها الى 190 الف درهم. ما يشكل بنظر أصحاب الشأن الطبي عائقا جليديا أمام إمكانية تعميم التدخل الطبي للمصابين، حيث تفيد المصادر ذاتها، بأن أزيد من 96 في المائة من المصابين يحسبون على الفئات المعوزة والمحدودة او المتوسطة الدخل. من جانب ثان أرجع عدد من الاطباء المختصين، الاسباب الغالبة على الاصابة بالصمم والبكم بناء على بيانات تحليلية وفحوصات دقيقة الى ما أسموه ب «تعفن حاد وخطير أثناء الولادة» التي تتم كما تجمع على ذلك التقارير الصحفية،في ظروف صعبة وغير سليمة نظرا لهشاشة البنية الاستقبالية وتراجع المردودية الخدماتية جراء الاختلال في بنية الموارد البشرية، والنقص الحاد في التجهيزات، خاصة في البوادي والمناطق النائية وهامش الحواضر، وضع يؤدي في حال استمرار التردي الخدماتي للمراكز الصحية بهذه الوتيرة الى إضافة المزيد من الضحايا الى لائحة الاعاقة المستدامة. هذا، وكانت أول عملية تدخل لزرع «القوقعة» بالمستشفى الجامعي ابن سيناء أجراها وبنجاح فريق طبي مغربي بالمركز الاستشفائي الجامعي الشيخ زايد، تحت اشراف البروفسور حسن الايدغيري شهر يوليوز 2006 للطفلة «شمس» ذات الاربع سنوات، تكفل جلالة الملك محمد السادس بجميع مصاريف العلاج بما في ذلك المتابعة الطبية.