شهدت نهاية مباراة الجيش الملكي والنادي الإفريقي التونسي برسم نهائي كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة أحداث شغب في أماكن متفرقة من مدينة فاس، كان أخطرها ما تعرضت له حافلتان للنقل الحضري من اعتداءات ورشق بالحجارة بشارع مولاي رشيد، نجم عنها تكسير للزجاج الأمامي والجانبي للحافلتين، وإصابة بعض المواطنين الذين كانوا على متنهما بشظايا الزجاج . وأفاد شهود عيان بأن محلات تجارية ومطعم للوجبات الخفيفة قرب محطة القطار تعرضت لاعتداءات من طرف جمهور الجيش الملكي، ولم تسلم القطارات من أعمال شغب وإتلاف أقلقت راحة الركاب حسب مسؤول بالمكتب الوطني للسكك الحديدية. وعلمت «المساء» من مصدر أمني أن شابا قادما من الرباط تعرض لضربات بالسلاح الأبيض على مستوى الوجه عقب نهاية المباراة التي انتهت بفوز التونسيين بضربات الترجيح، وتم سلبه هاتفه المحمول من طرف مشجعين من جمهور المغرب الفاسي . ويحكي سائق إحدى الحافلات ل«المساء» كيف نجا بأعجوبة من إصابة في رأسه وهو ما كان سيؤدي - لولا الألطاف الإلهية - إلى كارثة بسبب انحراف الحافلة عن مسارها في شارع يزدحم بالمارة والسيارات المتوقفة على جوانبه . ولم تسلم بعض سيارات الخواص من أعمال الشغب، حيث تعرضت حوالي عشر سيارات للرشق بالحجارة نتج عنه تكسير زجاجها مما دفع بأصحابها إلى تقديم شكايات جماعية للمصالح الأمنية، التي اعتقلت ستة شبان منهم ثلاثة قدموا من الرباط لتشجيع فريقهم، وكانوا محل مساءلة بمخفر الشرطة بالمنطقة الأمنية الثانية التي حررت محاضر فورية لهؤلاء الشبان في انتظار عرضهم على النيابة العامة. كما حدثت أعمال شغب أخرى متفرقة على طول طريق صفرو المؤدي إلى المركب الرياضي لفاس، وقد اعتقلت قوات الأمن شبانا آخرين في طريق صفرو بتهمة إثارة الشغب، الذين عبروا عن سخطهم وغضبهم نتيجة الهزيمة التي حصدها الفريق العسكري وتكريس العقدة التونسية. واضطر رجال الأمن إلى التدخل قرب محيط مركب فاس، بعد أن وقعت معركة بين أفراد من الجمهور التونسي وعناصر من محبي المغرب الفاسي، حول شعار مشجعي النادي الإفريقي «أفريكان وينرز»، إذ قام بعض الشبان الذين ينتمون لفصيل «فطال تيغرز» الموالي للمغرب الفاسي بمحاولة نزع شعار التونسيين للثأر للاعتداء الذي قام به مشجعون تونسيون تجاه مناصرين فاسيين قرب ملعب المنزه في ذهاب مباراة الترجي والمغرب الفاسي. وأكد مجموعة من أنصار الجيش الملكي تعرضهم لاستفزازات عديدة من طرف الجمهور التونسي الذي قام بحركات لا أخلاقية مستفزة، وقاموا بإشعال عشرات الشهب النارية دون أن يطالهم الحساب، مقابل اعتقالات في صفوف الرباطيين لمجرد حيازة الشهب، كما اعتبر مناصرو الجيش النداءات التي وزعت بالمركب والداعية إلى تشجيع الجيش الملكي ممثل الكرة المغربية مجرد نداء على الورق بعد أن تعرض مجموعة من لاعبي الفريق العسكري للصفير. واستغرب مسؤولو الجيش الملكي حين فوجئوا بتقليص المنحة المالية المخولة للفريقين، إذ نال الفائز شيكا بقيمة مالية تقدر ب150 ألف دولار بدل 250 ألف المصرح بها، كما حصل الجيش على 100 ألف دولار بدل 150 ألف المتفق عليها، وبررت الشركة الراعية في اجتماع تقني مع الفريقين تقلص المبلغ إلى احتساب المصاريف التي كانت تسلم للفرق في كل مباراة. وقال مسؤولو الجيش الملكي إن المشاركة في كأس شمال إفريقيا كانت خاسرة على المستوى المادي المعنوي، لأن الحصول على 80 مليون سنتيم لا يوازي الأضرار التي تعرض لها الفريق العسكري خلال مشاركته في المسابقة المستحدثة.