خلفت أعمال الشغب، التي سجلت قبل وبعد مباراة الديربي البيضاوي، الذي حبس أنفاس البيضاويين، أول أمس الأحد، بالمركب الرياضي محمد الخامس، خسائر مادية في الحافلات والسيارات، وأضرارا بملك الغير، بسبب التراشق بالحجارة، إضافة إلى تسجيل إصابات في صفوف المشجعين داخل الملعب وخارجه. تصوير: الساوري واعتقلت مصالح الأمن 37 مشجعا، 9 منهم بتهمة حيازة تذاكر تباع في السوق السوداء، ومشجع آخر بحوزته 26 تذكرة مستنسخة، و25 مشجعا بتهمة الشغب، وإلحاق خسائر بملك الغير، ورشق سيارات الخواص والشرطة والحافلات بالحجارة، ومشجعان بتهمة تكسير الواجهة الزجاجية لوكالة بنكية، بشارع بئر أنزران. وذكر مصدر أمني أن النيابة العامة بابتدائية البيضاء أمرت بوضع المتهمين تحت الحراسة النظرية، وإحالتهم على العدالة. وذكرت مصادر أمنية أن عناصر الوقاية المدنية، التي جندت للتدخل، نقلت 8 مشجعين إلى كل من مستعجلات ابن رشد، ومستشفى 20 غشت، ومستشفى الأطفال بابن رشد، مشيرة إلى أن 4 مشجعين أصيبوا نتيجة سقوط بحالة إغماء، بسبب الازدحام، وأن مشجعا أصيب نتيجة شجار بواسطة سلاح أبيض، وآخر بحجر طائش. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه التدخلات همت الباب الرئيسي والبوابات 6 و 15 و14 و17، مشيرة إلى أن طبيب الوقاية المدنية عالج عددا من الحالات الطفيفة في عين المكان. وذكر شهود عيان أن مشجعا شابا سقط، بعد نهاية المباراة، من حافلة للنقل الحضري، في طريق العودة إلى منزله، بشارع الجيش الملكي، قرب أحد الفنادق المصنفة، وأصيب بجروح في الرأس وصفت بالبليغة، ونقل إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج. ولم يتسن لنا معرفة الوضعية الصحية للمشجع. من جهة أخرى، أفاد مصدر مسؤول من داخل شركة "مدينة بيس"، أن الشركة أحصت 82 حافلة، في جميع الخطوط، تعرضت للتخريب وتكسير الزجاج وبعض الأضرار الأخرى في الهيكل، مشيرا إلى تكسير حوالي 315 لوحة زجاجية. وعاينت "المغربية"، مساء أول أمس الأحد، مشجعين يكسرون زجاج بعض الحافلات، كما جرى رصد زجاج مكسر على جنبات عدد من الشوارع المؤدية إلى عين السبع، والحي المحمدي، وسيدي مومن، والبرنوصي. وأفاد شهود عيان أن عددا من المشجعين رشقوا مواقع بالحجارة، ما تسبب في إلحاق خسائر بملك الغير، خاصة سيارات الخواص، بالمدار الطرقي لشارع بئرأنزران، وزنقة نورماندي، وزنقتي الإمام الطبراني، وأبو موسى الجازولي. وبذلت عناصر الأمن ومختلف المتدخلين لتنظيم الديربي، مجهودات جبارة لمحاصرة مظاهر الشغب، وكذا السهر على أمن المشجعين. يذكر أنه جرى تشكيل خلية متابعة، تضم كافة المتدخلين، كان مقرها بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، تحت إشراف عامل عمالة مقاطعات أنفا، لتنسيق التدخلات، والسهر على أن يمر الديربي البيضاوي بسلام. وضمت خلية المتابعة، التي كانت على شكل مركز قيادة للتنسيق، ممثلين عن السلطات المحلية، ومصالح الأمن، والوقاية المدنية، والصحة، وشركة "نقل المدينة"، وغيرهم. وخصصت جميع المصالح الأمنية بالدارالبيضاء 5 آلاف شرطي، بينهم ألف شرطي جرى استقدامهم من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، إضافة إلى حارسات أمن، ومفتشات شرطة، وعناصر أمنية تابعة لفرقة الصقور، وعناصر الشرطة القضائية لأمن أنفا، وكذا أفراد الشرطة التقنية والعلمية، حضروا لتعزيز الأمن بملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء. وأصدر مسؤولون أمنيون أوامر صارمة لكل العناصر الأمنية المكلفة بالسهر على أمن البوابات الرئيسية للملاعب، بعدم التساهل مع دخول القاصرين دون مرافق، وضرورة تفتيش المشجعين بهدف عدم إدخال الشهب الاصطناعية، والحجارة، والقنينات الزجاجية.