كانت «المساء» آخر من أجرى حوارا مع محمد عبوب الملقب في الأوساط البيضاوية ب»عسيلة»، كان ذلك في الرابع عشر من ماي الماضي، وكان موضوع الحوار تفجيرات 16 ماي وكيف نجا منها عبوب الأب بأعجوبة، بعد أن جالس المرحوم عبد اللطيف بكار لأزيد من ساعة في دار إسبانيا قبل أن يغادر المكان فيسمع صوت الانفجار. نجا عبوب من موت محقق، ولكن بعد عشر سنوات داهمه الموت، وهو ممدد في سرير المرض بإحدى المصحات الخصوصية بالدار البيضاء، إثر نوبة قلبية مفاجئة أول أمس الخميس. كان ابنه عبوب وأفراد أسرته آخر من ودع «با عسول»، بينما لاحظ رفيق دربه النضالي في الرجاء، عبد الله السيناوي، وجود دمع ينهمر على خد الفقيد ساعات قليلة قبل وفاته، «اتصلت به هاتفيا لأذكره بموعد بيننا، لكن في آخر لحظة اتصل بي ابنه زكريا عبوب اللاعب السابق للرجاء وأخبرني بأنه مريض ولا يستطيع مغادرة البيت، بعدها علمت أنه في المصحة وتوجهت إليها على الفور هناك حاول أن يعانقني قبل أن يكتشف بأنه مكبل بخيوط السيروم، كان يريد الحديث عن الرجاء يهنئ نفسه باللقب لكنه يتحسر على نهايته كمنخرط ممنوع من ولوج الملعب». دفن الراحل في مقبرة الشهداء، في محفل جنائزي رهيب حضره كثير من الرجاويين والوداديين، وحين عاد المشيعون إلى بيت الفقيد في شارع 2 مارس، ضربوا كفا بكف حسرة على وفاته.