اهتزت طنجة، من جديد، على وقع جريمة قتل هوليودية عندما أفرغ عنصران من عصابة مجهولة، فجر يوم أمس الجمعة، رصاصات مسدسهما في جسد شخص وسط الشارع العام ليردياه قتيلا، قبل أن يمتطيا سيارة زرقاء اللون ويلوذا بالفرار إلى وجهة مجهولة. الجريمة، التي بثت رعبا كبيرا بين سكان المدينة، حدثت في حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، بينما كان الضحية «ع.ع.ب» يستعد لركوب سيارته، برفقة صديق له، حيث ظهر شخصان ملثمان كانا يترصدانه، واقتربا منه ثم أطلقا عليه 3 رصاصات في الصدر والبطن، وهي الطلقات التي سمع دويها سكان الحي، وكانت كافية لإزهاق روح الضحية الذي نقلت جثته إثر ذلك إلى المشرحة العمومية. وتشير المعطيات إلى أن الجانيين قصدا مباشرة الضحية، الذي لم يتجاوز ربيعه الخامس والعشرين، بدليل أنهما لم يؤذيا مرافقه، الذي هرب بسرعة من مسرح الجريمة خوفا على حياته، ولا زال الأمن لم يكشف بعد هوية هذا المرافق الذي يعد الشاهد الوحيد في القضية، الأمر الذي يفسر قلة المعطيات المتعلقة بالجريمة. وحسب مصادر أمنية، فإن هويتي الجانيين لا تزالان مجهولتين، ولا يعرف ما إذا كانا من المغرب أم قدما من أوربا، في حين أكدت مصادر أخرى أن المكان الذي يفترض أنهما قدما منه هو إسبانيا، وهذا ما ستبيِّنه تحريات الأمن. وكشفت مصادر أمنية أن الطريقة التي تم بها استخدام السلاح الناري تنم عن احترافية كبيرة، مضيفة أنه بالرغم من عدم اكتشاف علاقة واضحة بين القتيل وعصابات محلية أو دولية، إلى حدود صباح الأمس، فإنه من المرجح أن تكون الجريمة متعلقة بعملية انتقامية تقف وراءها «مافيا» خطيرة. وعلمت «المساء» بأن شخصا يحمل الاسم العائلي نفسه الذي يحمله القتيل كان قد قُتل بطريقة مشابهة تقريبا، عندما قدم بلجيكيون وجزائري قبل سنوات إلى طنجة ونفذوا عملية قتله، قبل أن يعمدوا إلى الفرار، وأظهرت التحقيقات حينها أن الأمر كان يتعلق بتصفية حسابات متعلقة بتجارة المخدرات.