عرفت جلسة محاكمة المتهمين في أحداث «الخميس الأسود»، أثناء مباراة الكلاسيكو بين الرجاء والجيش الملكي في أبريل الماضي، إغماءات كثيرة في صفوف بعض المعتقلين وأمّهاتهم وأخواتهم، وأصيب مجموعة من أقارب المعتقلين بانهيارات عصبية، مستائين كثيرا من سلسلة التأجيلات التي تعرفها المحاكمة. فمباشرة بعدما أعلن القاضي عن تأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل، بسبب مطالبة بعض المحامين بمنحهم مهلة لإعداد الملف، ارتفعت أصوات المعتقلين وأفراد عائلاتهم داخل قاعة المحكمة، محتجّين على هذا التأجيل، رافعين شعارات كثيرة تندّد بالقرار. وأمام إصرار المعتقلين على مشاركة عائلاتهم في الشعارات التي كانوا يردّدونها، تدخّل رجال الأمن من أجل إخراجهم من القاعة، وهو ما اعتبرته عائلات المتورّطين ضربا لأبنائهم، مؤكدين أنه لا يُعقل أن يتم هذا الأمر أمام أعينهم، وقال قريبُ أحد المعتقلين «لا يجب إخراجهم بهذه الطريقة، إنه أمر غير معقول». وأدى وقوع حالة إغماء لأحد المعتقلين إلى تأجيج غضب العائلات، التي طالبت بإطلاق سراح جميع أبنائهم لأنهم، حسب رأيهم، بريئون من التّهم الموجّهة لهم، وقال بعضهم «حْشومة عليهومْ، واشْ حْنا غادي نبقاوْ غاديين جايّينْ؟ هادشي ماشي معقولْ، خاصّهومْ يْطلقو ولادنا، راهْ مْظلومين في هذا الحدث». وقد تخلّف عن حضور جلسة أمس اثنان من المتهمين في أحداث «الخميس الأسود»، بسبب إجرائها للامتحانات. واعتبر مجموعة من المحامين أنّ تأجيل الجلسة غير معقول، لأن ثلثي الملفات جاهزة، ولا يمكن بأي حال الاعتماد على الاستثناء من أجل اتخاذ قرار بتأجيل المحاكمة، وقال أحد المحامين: «لا يكمن أن نبقى رهيني المساطر القانونية، فإذا كان بعض المتورّطين قد تخلفوا عن الحضور، بسبب إجراء الامتحانات، فإنه في الأيام المقبلة سيتخلف مجموعة من المعتقلين للغرض نفسه، على اعتبار حلول موسم الامتحانات»، إلا أن رئيس الجلسة أكد أنه ما دام محامو بعض المتعلقين قد طالبوا بمهلة لإعداد الملف، فلا بد من الاستجابة لهذا الأمر خدمة للمحامين والمعتقلين الذين ينوبون عنهم. ولم تكتف عائلات المتهمين في الأحداث بالاحتجاج داخل القاعة التي تجري فيها المحاكمة أو في بهوها، بل حرصوا على تنظيم وقفة احتجاجية خارج أسوار المحكمة ردّدوا خلالها شعارات كثيرة من قبيل «هذا عارْ.. هذا عارْ، وْلادنا في خطرْ».. «وْلادكومْ قريتهومْ.. وْولادنا شدّيتوهومْ».. «يا أمير المؤمنينْ وْلادْنا مظلومينء.. «القاضي عارْ عليك، وْلادنا بين يْديكْ».