نجح فريق الرجاء البيضاوي في إحراز لقب البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، عقب فوزه أول أمس السبت على الدفاع الجديدي بهدفين لواحد، في مباراة مثيرة تلاعبت بأعصاب أنصار الرجاء الذين كانوا ينتظرون التتويج باللقب، خصوصا أن الفريق «الأخضر» لم يقدم في هذه المباراة أداء جيدا، بل وبدا عاجزا عن الوصول إلى مرمى الفريق المنافس، الذي وقف سدا منيعا أمامه، ولم تهتز شباكه إلا من ضربة خطأ سجلها المدافع الأيسر عادل كروشي ببراعة، ثم من ضربة جزاء غير صحيحة أعلن عنها حكم المباراة محمد العلام. وإذا كان الرجاء رغم أخطاء التحكيم يستحق التهنئة باللقب الذي فاز به، مثلما يستحقها الجيش الملكي الذي نافس بشراسة، وفريقي الدفاع الجديدي والمغرب الفاسي اللذين انتصرا للأخلاق والروح الرياضية وهما يلعبان بكل جدية، ويبحثان عن تحقيق الفوز، إلا أن فوز الرجاء باللقب لا يعني أن الفريق الذي سيمثل المغرب في كأس العالم للأندية في شهر دجنبر المقبل قد وصل إلى القمة. لقد أحرز الرجاء لقب البطولة بصعوبة كبيرة، بل إنه في الكثير من المباريات جعل الشك يتسرب إلى نفوس محبيه، من إمكانية ضياع اللقب، كما أن الفريق استفاد في الجولات الأخيرة من أخطاء الحكام، وخصوصا في مباراتي نهضة بركان والدفاع الجديدي. لذلك، وبعد أن ينتشي الرجاويون بلقب البطولة، وبتحقيق الفريق للازدواجية في هذا الموسم، فإن المنطق السليم يقتضي من محبيه ومن مسؤوليه ومن طاقمه التقني كذلك، ألا ينظروا إلى الفريق نظرة محب يتغاضى عن النواقص، ولا يرى إلا الأمور الإيجابية، بل إنهم يجب أن يضعوا الأصبع أيضا على الاختلالات من أجل إصلاحها. إذا كان الرجاء استفاد من عدد من اللاعبين الذين انتدبهم، فإنه في المقابل أهدر ماليته في التعاقد مع بعض اللاعبين، الذين وجدوا صعوبة في ضمان مكانتهم مع الفريق، أو لم تتح لهم الفرصة كاملة ليدافعوا عن حظوظهم، في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين، لذلك، من المفروض أن تتم مراجعة سياسة الانتدابات، خصوصا أن الفارق بين الرجاء وبقية منافسيه لم يكن كبيرا على مستوى الأداء. لقد ضيع الرجاء كذلك هويته في اللعب، وبدا أن هوية الفريق، الذي كان في وقت من الأوقات يمزج بين الفعالية والأداء قد ضاعت، وبات الهاجس هو تحقيق الانتصارات بأي ثمن، دون أن يكون للفريق أسلوب لعب واضح. إذا واجه مسؤولو الرجاء أنفسهم بالاختلالات، والفريق فائز باللقب، فإن ذلك قد يكون منطلقا للعمل والتصحيح، علما أن فاخر يستحق التهنئة، فقد أكد أنه مدرب يعرف كيف يصطاد الألقاب، مثلما أن حصول بودريقة على لقبي البطولة وكأس العرش، يؤكد أن ضخ دماء جديدة في تسيير الفرق والجامعة من شأنه كذلك أن يكون مفيدا.