بدعوة من جمعية "إنصاف للمرأة والأسرة والطفل"، انتفضت عدة هيئات سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية بمدينة تيزنيت، ضد ثلاث ظواهر طفت على سطح المدينة والإقليم في الآونة الأخيرة، وتتعلق بظاهرة اغتصاب الأطفال، خاصة الطفلين أسامة وحمزة، والتحرش الجنسي المنتشر بجنبات المؤسسات التعليمية، فضلا عن التغرير بتلميذتين قاصرتين من قبل شباب لا يزال البحث عنهم جاريا. وخلال الوقفة التي حضرتها مختلف الحساسيات بالمدينة والإقليم، استنكر المحتجون بشدة ما أسموه "حوادث الاعتداء على الأطفال واغتصاب براءتهم"، وطالبوا الجهات المختصة بإنزال أقصى العقوبات في حق المتورطين في هذه الاعتداءات، كما دعوا، في بيان الوقفة تتوفر "المساء" على نسخة منه، بمعالجة الظاهرة من جذورها بإعادة الاعتبار للقيم الدينية والإنسانية التي تعلي من شأن الطفولة، مشددين على ضرورة مطالبة كافة الفاعلين السياسيين والمدنيين، بالعمل على تطوير المنظومة القانونية، بتضمينها عقوبات رادعة في حق المعتدين على الأطفال، كما ناشدوا هيئات المجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية، بتكثيف أنشطتها التحسيسية ضد التحرش والاعتداء على القاصرين، داعين جميع المواطنين إلى التعاطي بحزم مع الظاهرة، والمسارعة في فضح المتورطين، وحماية فلذات الأكباد. كما أعلن المحتجون عزمهم على تأسيس مرصد محلي لجرائم الاعتداء على القاصرين، إثر تزايد وثيرة أحداث الاعتداءات الجنسية على الأطفال بكافة المدن المغربية، وهو ما صار يشكل تهديدا حقيقيا لأمن مجتمعنا واستقرار أسرنا. من جهتها، طالبت جمعية الفتح للتربية والتنمية بجماعة أنزي بإقليم تيزنيت، بتنزيل أقصى العقوبات على المتهم باغتصاب الطفل "حمزة"، لجعله عبرة لكل من تسول له نفسه اغتيال براءة الأطفال مستقبلا، معتبرة أن غياب أي متابعة ومعاقبة للجناة يشكل في نظرها السبب الرئيسي في استمرار ظاهرة الاعتداء الجنسي على القاصرين بالمنطقة خصوصا، كما طالبت ساكنة المنطقة بعدم السكوت والتستر على مثل هذه الاعتداءات، التي تنعكس سلبيا على الضحايا في مسارهم الدراسي خصوصا، وفي حياتهم بشكل عام، وناشدت في الآن نفسه الفعاليات الجمعوية والتربوية بالمنطقة، إلى تكثيف أنشطتها التأطيرية التربوية والتحسيسية لفائدة أطفال ويافعي المنطقة، بغية تجنيبهم الوقوع في براثن الانحراف، فضلا عن إعادة الاعتبار للقيم التربوية والإنسانية الكفيلة بحماية الطفولة واستئصال مثل هذه الظواهر من جذورها. من جهتها، طالبت جمعية آباء وأولياء تلاميذ مجموعة مدارس عبد المومن بأنزي، بأخذ الحق ورد الاعتبار للتلميذ الضحية، كما طالبت كافة الآباء والأمهات بعدم التستر على مثل هذه الاعتداءات الوحشية، وجعل شرف الأبناء أغلى وأثمن من كل شيء.