حاول شابان الانتحار بشرب مادة سامة، مساء الأربعاء الماضي، عندما تدخلت قوات الأمن لفتح بوابة معمل السكر بأولاد عياد الذي يغلقه مجموعة من الشباب المحتجين المطالبين بالشغل الموسمي. ونقل عمر السلاتي ويوسف الفرقاني إلى المركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال لتلقي الإسعافات وإنقاذ حياتهما، وقال يوسف الفرقاني، في تصريح صحفي، من الغرفة التي ينزل بها في الطابق الرابع في مستشفى بني ملال إنه قرر الانتحار بشرب المادة السامة بعدما فقد الأمل في الحصول على فرصة للعمل الموسمي الذي يستفيد منه العديد من المقربين من مسؤولي معامل السكر ومعارفهم فيما يحرم منه شباب المدينة. وتحدث يوسف الفرقاني عن ظروفه العائلية الصعبة رفقة إخوته السبعة وأبويه الذين يحشرون في غرفة ومطبخ في ظروف اجتماعية قاسية، وأضاف يوسف أن اعتصامه ببوابة المعمل كان لهدف واحد هو الحصول على عمل موسمي يساعد به أسرته وإخوته السبعة، لكن التدخل الأمني دفعه إلى محاولة الانتحار، وكشف المتحدث ذاته أنه تعرض للتحقيق في سيارة الإسعاف التي نقلتهم إلى مركز الدرك وأنه تم الاحتفاظ بهم ساعتين قبل نقلهم للمركز الاستشفائي الجهوي، وهو ما دفعهم لرفض التوقيع على المحاضر المنجزة بحكم الحالة الصحية والنفسية التي كانوا عليها. وكان خمسة شبان قد حاولوا بدورهم الانتحار قبل أيام بإحراق ذواتهم وتدخل مواطنون لإخماد النيران ومنع وقوع كارثة إنسانية، فيما أعلنت جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال عن تضامنها مع مهمشي أولاد عياد وحملت الدولة المسؤولية الكاملة عما قد ينتج من تطورات خطيرة في هذا الملف. واستنكر بيان للجمعية، توصلت «المساء» بنسخة منه، تعامل رجال الدرك مع الشابين، إذ اعتبر أن تقديم العلاج وإنقاذ الأرواح مقدم على أي اعتبار آخر، واعتبر بيان الجمعية هذا «العمل نوعا من عدم المسؤولية ونوعا من التعذيب وإجبار الأفراد على التوقيع على محاضر غير قانونية، أما نقل المعتقلين بواسطة سيارة الإسعاف فهذا أمر خطير»، وطالب بيان الجمعية ب«فتح تحقيق قضائي لمعرفة المسؤول، ووضع مسطرة واضحة لمعرفة معايير التوظيف في هذا المعمل، ومحاربة كل أشكال الزبونية والمحسوبية».