طالب سكان كاريان سنطرال في الدارالبيضاء، المستفيدون من برنامج إعادة إيواء دور الصفيح، بمنحهم شهادة الاستفادة لبناء بقعهم بعد استيفائهم جميع شروط الاستفادة إما بالهدم الجزئي أو بإبراء الذمة أو بفك الحالات العالقة. وندد السكان، في زيارة إلى مقر "المساء"، ب"التهميش والتماطل" الذي طال ملفهم من طرف السلطات المحلية والذي مازال يراوح مكانه بعد مضي سنتين، موضحين في الزيارة ذاتها أنهم يعيشون ظروفا قاسية، بحيث غادروا دورهم الصفيحية في اتجاه دور اكتروها بسومة كرائية مرتفعة إلى حين موعد انتقالهم إلى السكن الجديد في منطقة الهراويين بعد إتمام عملية بنائه. غير أنهم يقولون إن السلطة تمنعهم وتطالبهم بالإدلاء بشهادة الهدم، وهو الأمر الذي، يقول المتضررون، يصعب تطبيقه لأن أغلب الأسر مركبة ولأن الأكواخ في ملك أصحابها. وقد استفادت الأسر من بقع تم تحديدها بالفعل وهي تملك أرقامها غير أنها لم تتمكن، حسب إبراهيم قاروشي، رئيس لجنة سكان كاريان سنطرال المستفيدين من البقع، من البناء فوقها والسبب هو أنها لم تتسلم إلى حد الآن شهادة الاستفادة حتى ترحل لسكنها الذي مازال لم يبن بعد. وقال إبراهيم قاروشي إن عدة لقاءات أجريت مع المسؤولين وعلى رأسهم عامل مقاطعة عين السبع، الذي وعدهم بالحل، وأيضا مندوب وزارة السكن والمفتش العام ولكن لحد كتابة هذه الأسطر مازال الوضع على حاله. وشرح المتضررون أوضاعهم التي تسببت لهم في التفكك العائلي وفي تشريد العديد من الأسر التي أضحت تعاني مشاكل صحية نفسية وعصبية، فضلا عن أن الكثيرين لا يستطيعون تأدية السومة الكرائية ودخلوا في صراع مع المكترين الذين يطالبونهم بالإفراغ ناهيك عن صاحب المال المكلف بالبناء، والذي يمارس بدوره مضايقاته عليهم، متسائلين: "كيف يقصى البعض ويستفيد البعض؟" كما استغرب ابراهيم قاروشي قائلا: "نحن استفدنا وأدينا ما علينا من مبلغ في التجهيز وأجرينا القرعة منذ سنتين وما يزيد.. لماذا يحرموننا من حقنا في البناء؟" كما تحدث عن مستفيدين من البقع وافتهم المنية دون أن يتمكنوا من التمتع بعيش يقيهم من البرد والمطر.