ندد سكان كاريان سنطرال المستفيدون من برنامج إعادة إسكان دور الصفيح المستوفين للشروط بما وصفوه ب«التماطل» الذي قوبل به ملفهم، حيث إن العشرات من السكان غادروا دورهم الصفيحية واكتروا غرفا بأحياء مجاورة بعدما «استفادوا من بقع أرضية» بمنقطة الهراويين دون أن يتمكنوا من تسلم شهادة الاستفادة حتى يتأتى لهم بدء أشغال البناء، مما نتجت عنه مشاكل اجتماعية «جد صعبة» لهم، إذ من بينهم من يعيش حاليا في الشارع مع أسرته بعدما استنفد المبلغ المقدم له من طرف شريكه في انتظار استكمال أشغال البناء التي لم تنطلق إلى حد الآن لأسباب اعتبرتها مصادر من السكان «واهية» لأنها لا تنبني على أي أسس منطقية. وأكد قاروشي إبراهيم، فاعل جمعوي ورئيس لجنة سكان كاريان سنطرال المستفيدين من بقعهم، أن الأسر استفادت إلى حد الآن بشكل شفوي من بقع تم تحديدها بالفعل وهي تملك رقمها، غير أنها لم تتمكن إلى الآن من البناء فوقها، والسبب هو أنها لم تتسلم إلى حد الآن شهادة الاستفادة حتى تتمكن من بدء الأشغال وترحل إلى شققها في أقرب وقت ممكن، هذا «التماطل» و«التسويف»، حسب وصف المصدر نفسه تسبب في تشريد العديد من العائلات وتجويع أخرى، حتى إن بعض المستفيدين من البقع وافتهم المنية دون أن يتمكنوا من التمتع بعيش كريم في المنازل التي مازالت مجرد حبر على ورق. وأضاف المصدر ذاته أن العديد من اللقاءات والحوارات تمت في هذا الصدد مع العديد من الجهات المسؤولة دون أن تنتهي إلى نتيجة، حيث أجريت لقاءات مع عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي، ومدير العمران، ومكتب الدراسات وباشا مقاطعة الحي المحمدي ورئيس دائرة عين السبع الحي المحمدي وعدة جهات أخرى.. ورغم الوعود التي تلقتها لجنة ممثلي السكان فإن المشكل مازال قائما والأخطر من ذلك، يضيف المصدر ذاته، أنه ترتبت عنه مشاكل حقيقية بالجملة ترتبط أساسا بالجانب الاجتماعي للمتضررين الذين من بينهم من يعيش حاليا في العراء، يقول المصدر ذاته، في حين أن هناك من آوته بعض العائلات بقرى خارج الدارالبيضاء حيث يدرس أبناؤه، وهو ما تسبب في انقطاع العديد من التلاميذ والطلبة عن متابعة تعليمهم، وكل هذا، يقول المصدر ذاته، يوجد على أرض الواقع وليس من صنع الخيال ويمكن للجهات المسؤولة أن تقف على صحة كل هذه الأمور حتى يتم التعجيل بإيجاد حلول لهذا المشكل، خاصة أن المعنيين مستوفين لجميع الشروط، وأنهم قبلوا الانتقال إلى منطقة الهراويين على الرغم من غياب مجموعة من المرافق بها ورغم ذلك واجهوا كل هذه الصعوبات. وأكدت مصادر مطلعة على الملف أن العائلات المركبة هي التي تسببت في هذا الوضع، حيث إن استفادة بعض الأسر وحرمان أخرى خلق نوعا من الاحتقان بين الأسر، حتى إن عجز بعض المستفيدين عن أداء السومة الكرائية دفعهم إلى العودة من جديد إلى دورهم الصفيحية التي لم تهدم غير أنهم وجدوها احتلت من طرف بعض إخوانهم غير المستفيدين مما جعلهم في وضعية تشرد. وأضاف إبراهيم أن السلطات المعنية مطالبة بخلق صيغة جديدة للتعامل مع المستفيدين من خلال تسليمهم شهادة إدارية من قبيل إبراء الذمة، وهو ما سيسمح للأسر بتشييد منازلها بعد تسلمها، مقابل التزام هذه الأسر بعدم العودة إلى دور الصفيح مرة أخرى.