شنّ عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية، خلال اجتماع لجنة الداخلية في مجلس النواب، صباح أمس الأربعاء، هجوما حادا على صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، معتبرا مطالبته عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بالاستقالة و تعبيره عن استعداده لقيادة الحكومة، عنوانا ل«عودة التحكم» و«نكوصا» على الدستور. وحذر بوانو، خلال تدخله في اجتماع اللجنة، الذي كان مخصصا لمناقشة مشروع القانون المتعلق بمبادئ تحديد الدوائر الترابية، مما سماه عودة التحكم من جديد، باعثا برسائل إلى من يهمهم الأمر بالقول: «جي 4 وجي 8 ما نجحاتشْ.. رْبّي ما بْغاشْ وْدابا غادي يْبغي؟ ولن تعود بإذن الله».. وهي عبارات كانت كافية لإثارة تعليقات بعض أعضاء لجنة الداخلية، على كلام بوانو بالقول: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة»، قبل أن يرُدّ على تلك التعليقات بعبارة «بإذن الله». وفي خطوة تحَدّ لمزوار وحزبه، قال بوانو: «من يطلب رئاسة الحكومة فليعد إلى الشعب.. هذا لا يعني أنّ المشاركة غير ممكنة، ولكن كل واحد على قدْر حجمه يتكلم». إلى ذلك، اتهم رئيس الفريق النيابي للحزب الحاكم الحكومة بارتكاب خطأ بعدم إجراء انتخابات المجالس الترابية في سنة 2012، معتبرا أنّ ما يعيشه البلد من أزمة اليوم مرتبط بالتقطيع الانتخابي، وأن التقطيع الجماعي لسنة 2008 يلقي بظلاله على المشهد السياسي. واستغل بوانو فرصة مناقشة مبادئ تحديد الدوائر الترابية «ليقطّر الشمع» على حميد شباط، الأمين العامّ لحزب الاستقلال، بقوله: «الذين استثمروا في التقطيع السابق واستفادوا من تقطيع 2008 ومن قرار إدخال الأراضي الفلاحية في المدار الحضري لن يسمحوا بتنظيم الانتخابات.. ونعرف جيدا المعارك التي جرت في جماعة أولاد الطيب في فاس». وقال رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية إن للصراع السياسي القائم اليوم، بعد إعلان المجلس الوطني لحزب الاستقلال انسحابه من الحكومة، علاقة بالتقطيع الترابي، مشيرا إلى أنّ الحكومة مدعوة إلى اتخاذ إجراءين كبيرين هما القطع مع الاستثناءات والتعمير، الذي يعتبر مدخل الفساد الانتخابي والسياسي الذي نعيشه اليوم». واستمرّ هجوم الإسلاميين على خصومهم، كما حلفائهم، ولكنْ هذه المرة على لسان النائب عزيز كرماط، الذي أشار خلال تدخله إلى أن «هناك خواء قيميا وسياسيا»، معتبرا أنّ «الإصلاح يُزعج جيوب المقاومة والحزب السري».. وقال: «هناك من يريد إرجاعنا إلى الوراء، والعودة إلى منطق الفرعونية». من جهته، هاجم محمد عامر، القيادي الاتحادي، حكومة بنيكران، وقال متوجها بخطابه إلى امحند العنصر، وزير الداخلية: «لا يمكن أن ننهج سياسة النعامة، نحن نعيش أزمة سياسية.. لا يمكن الحديث عن إصلاحات ترابية ونحن نعيش أزمة سياسية، قد يكون الخلاف بين حزبين داخل الأغلبية، لكنّ الحقيقة هي أننا نعيش أزمة حقيقية تدلل عليها مؤشرات عِدة، من بينها تفعيل قانون تنظيمي واحد بشكل لا ديمقراطي.. ماذا فعلنا في إصلاحات صندوق المقاصة والوضع المالي؟». وأضاف: «هناك تراجع في الإصلاحات وتلكؤ في الإصلاحات، في وقت يعيش المغرب في وضعية أزمة إصلاحات.. كفى من هذا العبث السياسي، ولنتق الله جميعا في هذا الوطن». وحرص محمد مبديع، رئيس الفريق الحركي في مجلس النواب، على بعث رسائل «الطمأنة» بشأن الأزمة التي تمر منها الأغلبية، وقال: «نعيش في البرلمان بتناغم وتلاحم مع فرق الأغلبية، نتقاسم الأدوار ونتكامل، في جو من الانضباط.. ولا أثر لأزمة سياسية، والوضع ذاته في الحكومة»، مشيرا خلال تدخله إلى حزب الحركة الشعبية «كفاعل أساسي حكيم ورصين، ويستحضر أهمية المرحلة والرهان الحقيقي للشعب المغربي».