حذر التهامي الخياري، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، الحكومة من مغبة الاستمرار في تجاهل الأوضاع التي آلت إليها البلاد، والتي قال إنها أصبحت «صعبة» للغاية، نتيجة انتشار الفقر، بشكل أضحى »لا يحتاج للإحصائيات للاستدلال عليه« ومعرفة مدى تغلغله في المجتمع. وأضاف الخياري، الذي كان يتحدث إلى مناضليه، عصر أول أمس الأحد، بمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي لحزبه بالقنيطرة، أن المغرب عرف تراجعا «خطيرا» في ميادين شتى، موضحا أنه بالرغم من وجود نوع من التحسن في بعض القطاعات، فإن ذلك لم يغير شيئا على أرض الواقع، مما أثر بالسلب على المستوى المعيشي للمواطنين. وأعرب أمين عام حزب جبهة القوى الديمقراطية، المنشق عن حزب التقدم والاشتراكية، عن أسفه العميق على عدم قدرة الحكومة الحالية على تلبية مطالب الشعب المغربي والتجاوب معها، وزاد قائلا: «هم لا يشعرون بالأوضاع الاجتماعية الحقيقية لبلادنا، وبالظروف المعيشية للمغاربة التواقين إلى تحسين ظروفهم وتحقيق انتظاراتهم وتطلعاتهم». من جهة أخرى، أبدى المتحدث نفسه تخوفه من ظاهرة عزوف المواطنين عن الانخراط في الحياة السياسية ومواصلتهم الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، معتبرا أن مؤشرات استمرار هذه الظاهرة بدأت تلوح في الأفق، انطلاقا مما أسماه ب«انعدام البوادر الأولية للاستحقاقات الجماعية المقبلة». وعزا ذات المصدر، أسباب برودة أجواء ما قبل المعركة الانتخابية الوشيكة إلى «غياب» الحوار والنقاش حول البرامج، و«تغييب» دور الأحزاب السياسية، و«الاكتفاء» ببث وصلات إشهارية تخص التسجيل في اللوائح الانتخابية. وقال التهامي الخياري إن «مسؤولية تغيير مجمل هذه الأوضاع المتردية التي تعرفها بلادنا أصبحت ملقاة على عاتق القوى اليسارية الديمقراطية، التي يجب أن توحد صفوفها، وتتجاوز كل الخلافات، وتوحد مواقفها»، مطالبا في الوقت ذاته ب«محاربة كل من سعى إلى إرجاع المغرب إلى تجارب الماضي عبر فبركة أحزاب إدارية جديدة، والقضاء على ظاهرة الترحال، التي تفشت مجددا مع ظهور حزب إداري جديد أعلن عن فشله مبكرا».