حدد أمين عام حزب جبهة القوى الديمقراطية، التهامي الخياري، كأجل أقصاه نهاية السنة المقبلة من أجل العمل بأقصى سرعة ممكنة في اتجاه إدماج كل من حزب التقدم والاشتراكية والحزب العمالي وحزب جبهة القوى الديمقراطية في حزب يساري موحد، محددا بداية الأسبوع الجاري موعدا لانطلاقة «الأوراش» من أجل هذا المشروع وتبني خارطة طريق واضحة المعالم للمشروع اليساري الجديد، نافيا أن يكون النقاش الذي بدأته المكونات الاشتراكية الثلاثة منذ مدة يدخل ضمن الخطابات فقط، وواصفا رغبة هذه الأحزاب في الإدماج ب«الجدية». واعتبر الخياري، الذي كان يتحدث إلى «المساء» عقب إقامة ندوة فكرية نظمتها الأحزاب الثلاثة مؤخرا بالرباط للإجابة عن سؤال «المغرب إلى أين؟»، أنهم واعون بأن مشروع الإدماج ليس سهلا لأنه يتعلق بإدماج أحزاب موجودة وليس بتأسيس حزب، ولكنهم مصممون على المضي قُدما وبأقصى سرعة من أجل التوحد بين هذه المكونات اليسارية الثلاثة. وشرعت مكونات يسارية، من بينها الأحزاب الثلاثة سالفة الذكر وفي بعض الأحيان ينضم إليها الاتحاد الاشتراكي، منذ مدة في إجراء اتصالات على شكل ندوات من أجل خلق أرضية للنقاش في أفق تأسيس قطب يساري موحد يجمع كل هذه الأحزاب التي فرقت فيما بينها، في أوقات سابقة، نزاعات تنظيمية وأخرى شخصية، كما يرى ذلك متتبعون للشأن السياسي ببلادنا، ولينضاف إلى مشكل الانقسامات مشكل آخر يتعلق بما خلفته مشاركة كل من حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية فيما سمي بالانتقال الديمقراطي، عندما التحق الحزبان بحكومة التناوب سنة 1998، وهي المشاركة التي أدى فيها أبرز مكون يساري، وهو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الثمن في الانتخابات التشريعية لسنة 2007، عندما تخلف الناخب عن الإدلاء بصوته لفائدة الحزب بكثافة، كما يرى ذلك اتحاديون أيضا. ونفى الخياري أن يكون لتواجد حزب التقدم والاشتراكية بالأغلبية الحكومية الحالية أي تأثير على مشروعهم الاندماجي، موضحا أن التزام رفاق إسماعيل العلوي بداخل الكتلة لن يعيق رغبتهم في التأسيس لمشروع اشتراكي يساري موحد يختلف عن التحالفات المختلفة القائمة ليرقى إلى تكوين قطب يساري يبقى مفتوحا على باقي المكونات الأخرى. وكان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية اعتبر هو الآخر في ندوة «المغرب إلى أين؟»، نهاية الأسبوع الماضي، أن الأحزاب الثلاثة تمتلك القدرة على رفع كل التحديات ومن ذلك بناء قطب يساري لا يمكن أن يكون إلا حداثيا تقدميا، بإمكانه، رغم «الظروف الصعبة التي يمر منها الفعل السياسي الجاد، القيام بدور التأطير في قضايا الديمقراطية»، مشيرا إلى أن المبادرة التوحيدية تبقى مفتوحة على كافة التقدميين والحداثيين الديمقراطيين المؤمنين بقيم ومبادئ الاشتراكية. وهو نفس ما سار عليه أيضا الأمين العام للحزب العمالي، عبد الكريم بنعتيق، الذي دعا إلى التجرد من النظرة الضيقة وطرح الأسئلة المتعلقة بالمرحلة، خاصة في ظل الوضعية التي وصل إليها اليسار المغربي الذي حورب واضطهد، حسب بنعتيق، لأنه كان يحمل مشروعا مجتمعيا.كما كان قوة نقابية يوم كان العمل النقابي ممنوعا على الأرض، داعيا إلى ضرورة وجود مشروع يساري كبير.