الخضر ملكة متربعة على عرش الرشاقة والصحة والجمال، فلهذه النباتات العشبية التي من بها الخالق علينا فوائد متعددة تجعلها تصنف كغذاء صحي، بل أكثر ما يميزها هو تنوع ألوانها، ففيها الأحمر و الأخضر والأصفر والبرتقالي… وإن اجتمعت هذه الألوان في طبق واحد، وفرت للجسم العناصر الغذائية الهامة، كالأملاح والفيتامينات، وخاصة مضادات الأكسدة التي تقويه وتحميه من الأمراض... والجميل أن هذا الجمع بين عدة خضروات في نفس الطبق أمر ممكن، بل ويزيد الأكل متعة إن تمت إضافة لمسة إبداع في طرق الطهي والتقديم، والأجمل كذلك أنه من الممكن تناولها طازجة أو مطبوخة، حسب نوعها، حيث يمكن استهلاك ثمارها كالطماطم أو أوراقها كالبقدونس أو سيقانها كالبطاطس أو جذورها كالجزر... ومن منكم لم يتساءل عن سر نضارة بشرة فلانة ورشاقة وخفة فلان، ومن منكم لم يتساءل لماذا سكان بعض المناطق المغربية يتمتعون، رغم كبر سنهم بالجسم المشدود والعظام والأسنان الصلبة والشعر الطويل ناعم الملمس الكثيف، والبشرة الجميلة والنظر الحاد وخفة الحركة؟ هل السر في الماء أو في التربة أو ربما هناك أسرار لا يعلمها غيرهم؟ والحقيقة أن السر يكمن في قوة النبتة وتنوع ووفرة عناصرها المغذية وقوة صبغتها.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية