تعتبر بشرة الإنسان من المناطق الحساسة في الجسم، ويبقى الاهتمام بها أمرا ضروريا، حيث تلعب الرياضة والغذاء دوراً مهماً جداً في حياة الانسان، ويحتاج الجسم إلى نوع معين من الأغذية والمعادن والفيتامينات. كما أن لون الأكل وطعمه ورائحته وصفته تعطي الانسان لونه ورائحته وصفته وكل أكل يؤثر حتى في شخصية الإنسان وسلوكه وحركته ونشاطه. إن الغذاء الذي لا يتفق مع حاجة الجسم يسبب اضطرابات عديدة وإن الانسان الذي لا يتناول حاجته يومياً من الفيتامينات يقع فريسة الشيخوخة في سن الأربعين، بدلاً من أن يبدأ حياة جديدة في هذه السن.. والإنسان الذي يتبع هواه وذوقه في الأكل لن يسلم من اختلالات عديدة قد تصيب أحد الأعضاء.. لكي يكسب الوجه نضارة وجمالاً وملامح مشرقة، يجب أولاً الابتعاد عن الغضب الذي يُجبر العضلات كلها على التوتر، وهذا المجهود يقلل من استفادة الجسم من الكثير من العناصر الغذائية التي تعطي الوجه النضارة واللون والحسن والعيون اللامعة والشعر الجميل والأسنان الجيدة والبشرة الصافية. وإذا كان الإنسان، وخاصة النساء، من النوع العصبي أو سريع التوتر، فعليه بفيتامين «ب6»، الذي يلعب دوراً رئيسياً في تهدئة الأعصاب، وفيتامين «د» والكالسيوم والمغنسيوم، وأهم مصادره اللبن الرائب وزيت كبد الحوت وخلاصة مستنب الشعير. إن الأرق والضيق والاكتئاب والعصبية تنتج عن نقص المغنسيوم، وهذه المادة يمكن أن تتوافر في صحن سلَطة مكون من هذه المادة في البقدونس والفجل والسبانخ، سواء كان على شكل سلَطة أو مطبوخا أو في صورة عصير خضر طازجة. كما أن تناول كأس واحدة من عصير الجزر الطازج يضفي على الوجه لوناً وردياً نضراً. ويلعب الحديد والبروتين وفيتامين «ب» دوراً مهماً، يعطي الوجنتين اللون الأحمر ويساعد في إكساب البشرة اللون الوردي الجميل.. إن كل امرأة تريد أن يتمتع جلدها بالنعومة واللون الجميل، وهذا كله يتأتى بتناول غذاء يحتوي على الحديد، الذي يعطي اللون الجيد للجلد وبعض الفيتامينات التي تعطي الجلد النعومة وتمنعه من الاصابة بالخشونة والبثور والأمراض الجلدية، كالإكزيما والصدفية والتقرحات، فلفيتامين «أ»، مثلاً، أثر كبير في أن يحصل الجلد على جمال اللون وعلى مقاومة التعفن والأمراض. وقد اكتُشف هذا الفيتامين (كاروتين) وعزل من الجَزَر، وقد تبيّنَ أن كأساً من عصير الجزر وعصير الخضر يجعل جلدك طرياً وناعماً ويساهم في أن يتجدد الجلد شهرياً تقريباً، حيث تحل الخلايا الجديدة محل الخلايا المتساقطة، ويحتاج الجلد إلى مجموعة عناصر غذائية، فإذا نقصت هذه العناصر، أصبح الجلد مريضاً مصاباً بالتجاعيد والتشقق والخشونة.. ولهذا فإن الجلد يحتاج إلى مجموعة من الفيتامينات للمحافظة على ليونته ونضارته ولمعانه وهي فيتامين «أ»، من أهم الفيتامينات للجلد، كي يحافظ على ليونته ونضارته، ومن أهم الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين الجزر والمشمش والخضر الورقية، مثل الخس والبقدونس والسبانخ، فيتامين «ب 2»، ويسمى «الريبوملافين»، وهو ضروري لمنع تشقق الجلد، وخصوصاً على جانبي الفم، وأهم الأغذية المحتوية عليه اللبن واللحوم والبيض وكذلك القمح والخميرة.. وفيتامين «ب 6»، ضروري لمنع حدوث حب الشباب والبثور الحمراء والرؤوس السوداء، ويتوافر في الموز والقمح والدجاج والبقول وكذلك في الكبد والخميرة واللحوم الحمراء، حمض «البانتوثينك»، وهي من العناصر التي تمنع تجاعيد الجلد وتتوافر في القمح والكبد واللحوم والخميرة والبرغل والشعير والذرة.. إن البشرة مرآة الجسد والنفس معاً، وعبرها يمكن التعرف إلى الوضع الصحي لصاحبتها، وحتى تكون بشرتك ناعمة نقية ملساء، أيْ مرآة لجسد سليم ونفس هادئة، هناك ثمة إرشادات لا بد من اتباعها، على الأقل، في النظام الغذائي، ومن أهمها إن الجلد أكبر أعضاء الجسم والحارس الأول لجميع أعضائه الداخلية، يشد الأنسجة الى بعضها ويكفُل الحماية لكل عضو فيه، كما يتولى الجلد عن طريق التعرق وحركة الأوعية الدموية تنظيم درجة حرارة الجسم، وهو، إلى جانب ذلك، يقوم بدور «جرس الإنذار»، إذ يحذر الدماغ من الأخطار المُحتمَلة التي يمكن أن تلحق بأعضاء الجسم بسبب الأحوال الجوية المؤذية والمواد الكيماوية الضارة. إن الغذاء يؤثر تأثيراً مباشراً على الموصلات العصبية المرتبطة بعوامل الاكتئاب والعنف، وهو «السيروتونين»، حيث يؤدي نقص كمية «السيروتونين» في المخ إلى الشعور بالعصبية والاكتئاب. وتعمل المواد السكرية والنشوية الطبيعية كمهدئات، حيث تزيد إفراز «الترتبوفان»، الذي يصل إلى المخ، إذ يتحول إلى «سيروتين»، الموصل الأساسي للأعصاب، وما يهمنا هنا في هذا المجال هو الاهتمام بالغذاء المناسب لنوع البشرة والتركيز على ضرورة تناول كميات مناسبة من الفيتامينات المناسبة، ومن النصائح المهمة أن أفضل المهدئات الطبيعية هي البطاطس الحلوة، العسل، الخضر والفواكه، بكل أنواعها، ويجب تجنب الحلويات المصنعة، مثل السكارين والسكر المصنع والمكرر والطحين الأبيض والكاكاو والكولا والقهوة والشاي والأجبان المطبوخة والدهون المشبعة واستبدالها بزيت الزيتون، كما يُنصَح بممارسة الرياضة وعدم الإفراط في استخدام الصابون وتجنب المواد الكيماوية التي توضع على الوجه.