تعتبر بشرة الإنسان مهمة جدا، ويجب الاعتناء بها عناية خاصة، وخصوصا خلال فترة الانتقال من فصل إلى فصل. وللمحافظة على بشرة ناعمة ونقية وطبيعية، وجب الاهتمام بها من جميع الجوانب، وأهمها التغذية، لِما لهذه الأخيرة من تأثير على جميع أنواع البشرة، حيث يمكن أن تزيد من دهنياتها، كما يمكن أن تتحكم فيها بشكل جذري، فهناك علاقة قوية بين التغذية السليمة والتمتع ببشرة صحية وسليمة. لذلك ننصح بشرب كميات كبيرة من الماء (على الأقل لترين من ماء يومياً) وبشرب العصائر الطبيعية، لتفادي فقدان السوائل في الجسم ولإكساب البشرة مزيداً من الحيوية والنضارة، مع وجوب تناول الخضر، التي تحتوي على فيتامين «أ»، وهو متوفر في الجزر والخضر الورقية الخضراء والخضر الصفراء والبرتقالية، وفيتامين «ب2»، ويتوفر في الحبوب غير منزوعة القشرة، خاصة القمح، وفي الخميرة والحليب ومنتجاته وفي اللحوم، إضافة إلى فيتامين «ب6»، الذي يتوفر في الموز والحبوب غير منزوعة القشور وكذلك في البقوليات والبيض والبندق والخميرة وفي أغلب الخضر الورقية، والنياسين وحمض البانتوثينك. ويتوفر النياسين في الحبوب غير منزوعة القشور وفي الكبد واللحوم والخميرة. أما حمض البانتوثينك فيتوفر في الكبد والبيض والحبوب وفيتامين «ه»، الذي يتوفر في الحبوب غير منزوعة القشور وفي البندق واللوز، وفيتامين «ج»، وهو متوفر في الخضر الورقية الخضراء والمشمش. ويساعد هذا الفيتامين على تكوين «الكولاجين». ومن أجل جمال بشرتك، لا بد أن تهتمي بغذائك، فلتجعلي جزءاً كبيراً منه من الأغذية النباتية، كالفواكه والخضر الطازجة والحبوب، إلى جانب تناول اللحوم واللبن ومنتجاته، وقلّلي من تناول الدهون، خاصة إذا كنت تعانين من مشكلة حبوب الوجه أو لديك بشرة ذهنية، فأغلب هذه الفواكه والخضر والحبوب هي المصادر الرئيسية للفتيامينات التي يحتاجها الجلد. فهناك أنواع من الأطعمة تدعم بشرتك، نذكر منها الخضر والفواكه، خاصة منها التوت والطماطم والبرتقال والخضر الصفراء والخضر ذات الخضرة الداكنة، لأن أغلب الصبغات الموجودة في الخضر والفواكه تكون غنية جداً بالمكونات الدفاعية وقادرة على التصدي للشوارد الحرة الطليقة وعلى حماية البشرة من المؤثرات الخارجية. الأحماض الذهنية «أوميغا 3»: وتوجد في الأسماك. وإذا كنت لا تتناولين السمك، يمكنك تعويضه باستخدام بذور الكتان مرتين في الأسبوع. وتُعدّل الأحماض الذهنية «أوميغا 3» إفرازات الهرمونات، التي تعزز صحة الجسم وتتحكم في نمو الأنسجة. كما أن هناك العديد من الأطعمة التي تضر البشرة، نذكر منها الزيوت المهدرجة جزئياً، فعليك الامتناع عن استخدام هذه الأنواع من الزيوت، وتوجد هذه الأخيرة عادة في الأطعمة المعلبة وفي الكعك والبسكويت. تتسبب عملية تصنيع الزيوت نصف المهدرجة في خلق أحماض ذهنية مؤذية (ترانس) التي بدخولها الجسم، تسبب خللاً في توازن الهورمونات، وبالتالي ظهور مشاكل على البشرة، إضافة إلى الأطعمة السريعة، فيجب قدر المستطاع تجنب الإقبال على الأطعمة السريعة، التي قد تكون سهلة، إلا أنها معبأة بنسب عالية جداً من الدهون السيئة والمؤذية للجسم والبشرة. كما لا يجب الاعتماد عل اللحوم ومشتقات الحليب، التي يمكنك، بين فترة وأخرى، استبدالها بمصادر حيوانية، مثل فاصوليا الصويا وحليب الصويا. كما يجب التقليل من «السموم البيضاء» (السكر والملح) والقهوة، وتناول الشاي بدلاً من الأخيرة، واختيار النوعية الجيدة من الشاي، إضافة إلى البابونج والزنجبيل، فالعديد منها يحمل مكونات تخدم صحة وجمال البشرة. من هنا نستخلص أن للتغذية دورا فعالا للحفاظ على توازن الجسم، ويجب التفكير في الغداء السليم، لأن العديد من الدراسات أكدت أن النظام الغذائي والعادات الغذائية المتّبَعة تتحكم في توازن الجسم من جميع النواحي، ولهذا فالتغذية السليمة تأتي قبل أي شيء آخر، فنحاول «زرع» عادات غذائية جيدة في أولادنا وتجنب العادات الدخيلة، التي ملئت المائدة المغربية بمواد غذائية رخيصة الثمن وغاية في الخطورة.. ولا تنسوا أن المرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج... محمد أحليمي rf.evil@teiddem أخصائي في التغذية