يعتمد النظام الغذائي الصحي على أغذية بسيطة وفي متناول المستهلك وذات قيمة غذائية عالية، نذكر منها -على سبيل المثال- البطاطس الحلوة، فهي واحدة من أكثر الأطعمة المغذية والتي شملها العِلم بعِدّة بحوث، فهي غنية بالألياف والكربوهيدرات (23%) الطاقة (105 سعرات حرارية) فيتامين (أ) وفيتامين (ج) وتعتبر مصدراً جيداً لفيتامين «ب 6» وللبوتاسيوم، فتخفف عوارض القرحة والتهاب القولون، كما تساعد الذين يُعانون من مشاكل في الدورة الدموية. وتساهم البطاطس الحلوة في تطهير الجسم من رواسب المواد المعدنية الثقيلة، مثل الرصاص، الزئبق والنحاس، وفيها كمية من «بيتا كاروتين»، الذي يحمي البشرة، كما تحتوي على المواد المضادة للأكسدة، التي تساهم في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطانات، ويرجع ذلك الى الأنثوسيانين المضادة للأكسدة. كما أن لها خصائص مضادة للالتهابات، بفضل فيتامين «ج» وفيتامين «ب 6» و»بيتا كاروتين» والمنغنيز، وهي فعالة في علاج الالتهابات الداخلية والخارجية. وقد تبيَّنَ أن البطاطس الحلوة تخفض التهاب أنسجة المخ والأنسجة العصبية في جميع أنحاء الجسم، كما أنها تحسّن نسبة السكر في الدم، بفضل الكاروتينات التي تساعد الجسم على الاستجابة للأنسولين وتعمل على استقرار نسبة السكر في الدم ومقاومة أمراض القلب لدى مرضى السكري. وتساعد وفرة حمض الكلوروجينيك في البطاطس الحلوة في تقليل مقاومة الأنسولينون، كما تعتبر مُهدّئة للمعِدة، لاحتوائها على فيتامينَيْ «ب» و»ج» وعلى البوتاسيوم وبيتا كاروتين، والكالسيوم، وتساهم في شفاء قرحة المعدة. كما أن الألياف في البطاطس الحلوة تساعد على منع الإمساك والحموضة، وبالتالي تحُدّ من احتمال التقرحات والخصائص المضادة للالتهابات. وتهدّئ، أيضا، الألم والتهاب القرحة، فالبطاطس الحلوة توفر أكثر من 90% من فيتامين «أ»، كما يمكن ظهور انتفاخات في الرئة والعديد من أمراض الرئة الأخرى عند المدخنين وهذا راجع الى نقص في فيتامين «أ»، المرتبط بالتدخين، لذدا لا بد أن يحرص المدخنون ومَن يستنشقون عوادم وأدخنة على تناول أغذية تحتوي على فيتامين «أ» بانتظام، حيث وُجِد أن الدخان يعمل على نقص هذا الفيتامين الهامّ لعمل الرئة، مما يسبب العديد من المشاكل الصحية في الرئتين. أما بالنسبة إلى الأطفال فالبطاطس الحلوة تحتوي على قيمة غذائية مدهشة تجعلها غذاء مثاليا للطفل الرضيع، لما فيها من فيتامين «أ»، البوتاسيوم، وفيتامين «ه» والكالسيوم والحديد والنحاس، وهي مواد ضرورية لصحة الجلد والعظام والأعصاب والدورة الدموية.. ويمكن إدخالها في غذاء الطفل بداية من عمر 6 أشهر. وتعتبر البطاطس المسلوقة أفضل الطرق للحصول على هذه المواد في هذه الفترة من عمر الطفل، حيث يتم غسلها جيدا ثم سلقها وتقشيرها، ثم تقطيعها إلى مكعبات صغيرة و»هرسُها». كما أنها جيدة لذوي الأجساد النحيفة، لاحتوائها على نشويات مركبة ولاحتوائها أيضا على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.. وعلاوة على ذلك، فهي سهلة الهضم، وبالتالي فإنها توفر الكثير من الطاقة، كما أن لها فوائد على بشرة الوجه، فالخواص الموجودة فيها تمنح البشرة والوجه لونا مشرقا وتحميه من أشعة الشمس الضارة نتيجة وجود مادة البيتا كاروتين، الموجودة أيضا في الملوخية والجزر، ف«بيتا كاروتين» تشجع نمو خلايا الجلد وتجعله أكثر نعومة ونضارة. كما أنها غنية أيضا بفيتامين «ج» الضروريّ، أيضا، للوقاية من التجاعيد التي تصاحب مراحل الشيخوخة غالبا. فاحتواء البطاطس على كميات كبيرة من «بيتا كاروتين»، والذي يتحول إلى فيتامين «أ»، مهمّ لصحة العينين، لأنه يساعد على حماية القرنية، ويلعب أيضا دورا كبيرا في تقليل خطر الضمور الشبكي. كما أن فيتامين «أ» ضروريّ لنمو الجنين أثناء فترة الحمل، فالبطاطس الحلوة من أهمّ الأغذية التي يجب أن تضاف إلى النظام الغذائي أثناء فترة الحمل، وتعمل أيضا على خفض مستوى السكر في الدم أثناء فترات الحمل، إضافة إلى محتواها الجيّد من البروتينات الضروري لنمو الجنين. كما تعمل أيضا على الوقاية من مشاكل الإجهاض والتشوهات الخلقية ومن مشاكلَ أخرى تحدث أثناء فترة الحمل، نظرا إلى محتواها من فيتامين «أ»، إلى جانب احتوائها على مواد مضادة للأكسدة والألياف. ويُفضَّل أن تتناول المرأة الحامل البطاطس مرتين في الأسبوع على الأقل، وخلافا للاعتقاد الشائع بأن البطاطس مُضرّة لمرضى السكري فإنها مفيدة للغاية لهؤلاء المرضى، فهي فعالة جدا في تنظيم مستوى السكر في الدم، من خلال مساعدتها على ضبط الأنسولين، وهذا لا يعني، بالطبع، أن يتناول منها مرضى السكري كميات ضخمة، إلا أن الفكرة الرئيسية هي أنه يمكن أن تحلّ محل الكربوهيدرات الأخرى. ولاحتوائها على لألياف الغذائية، فهي تساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي، كما تساعد على تنظيف المعادن الثقيلة من الجهاز الهضمي وتقلل من حدوث الإمساك، وبالتالي فإنها تقي من سرطان القولون. ومن المعروف أن البطاطس غنية بالبوتاسيوم، الذي يساعد على خفض مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أنه يحافظ على توازن السوائل في الجسم، وهي وظائف هامة لعمل القلب وتدفُّق الدم بشكل جيد. أما عن طريقة الاستهلاك فيجب اختيار النوع الصلب، الخالي من التعرجات (أو قليل التعرجات) وذي اللون البرتقالي المائل إلى الصفرة (من الداخل) لأنه أغنى ب«بيتا كاروتين». وتُحفَظ البطاطس الحلوة بعيداً عن الضوء والرطوبة وتُغسَل جيداً قبل استهلاكها.. ولا تنسوا أنه بأغذية بسيطة يمكن أن نتبنّى نظاما غذائيا صحيا.. وتذكّروا أن الداء والدواء في الغذاء والمرض وارد والشفاءَ مطلوب والوقاية خيرٌ من العلاج..