دعا المشاركون في ندوة احتضنتها مدينة لشبونة، يوم الجمعة الماضي، حول موضوع «المغرب والبرتغال: شراكة استراتيجية (إسكان وبناء وسياحة)» إلى تطوير التعاون في هذه القطاعات الأساسية في اقتصاد البلدين، بالنظر إلى رغبة المقاولات البرتغالية في توسيع أنشطتها دوليا والدينامية الاقتصادية الناتجة عن الأوراش الكبرى المهيكلة بالمغرب. وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الاقتصادي أيضا أن المغرب، الجار الأطلسي الأقرب للبرتغال، شريك متحرك بفضل الإصلاحات المتعددة التي أطلقها مما يدل على تسجيل دينامية غير مسبوقة. وأبرزت سفيرة المغرب في البرتغال كريمة بنيعيش، في ختام أشغال هذه الندوة، أن المملكة حققت «تقدما غير مسبوق في المنطقة» على مستوى الانتقال نحو التحديث الديمقراطي والإصلاحات السياسية وتعزيز دولة الحق والقانون، مشيرة إلى أن هذه المسيرة الديمقراطية للمغرب التي تعتبر «دون رجعة»، تأكدت من خلال دستور 2011 والانتخابات التشريعية ل25 نونبر 2011. وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت السفيرة إن التقدم الذي حققه المغرب مكنه من مزايا أكيدة في مجال البنيات التحتية يعززها إطار محفز للاستثمار وتواكبها عدة استراتيجيات للتنمية القطاعية على المديين المتوسط والطويل، فضلا عن إطلاق تنمية اجتماعية ناجعة تقوم على أساس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأشارت إلى أن الخبرة البرتغالية مطلوبة بالفعل، إلى جانب قطاعي البناء والسياحة، في قطاعات أخرى كالطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة للإعلام، والتكنولوجيا الدقيقة، والحفاظ على البيئة، وتكوين وتثمين التراث الثقافي المشترك. وأضافت أن مرتكزات الاقتصادين المغربي والبرتغالي تؤهلهما فعلا للعمل كليا في هذا الاتجاه، مبرزة بالخصوص الوزن والدور المتشابهين للمقاولات والصناعات الصغرى والمتوسطة التي تشكل قاعدة النسيج الاقتصادي للبلدين. واعتبرت بنيعيش أن ضرورة تعميق العلاقات الاقتصادية الثنائية تتطلب التفكير في فتح خط بحري خاص بنقل البضائع والأشخاص بين البلدين للاستجابة لطلب متزايد في هذا الشأن. من جهته، أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة جمال كيليطو على الأهمية التي يكتسيها السوق البرتغالي بالنسبة للمغرب، مستعرضا أهداف رؤية 2020 كاستراتيجية طموحة لتطوير قطاع السياحة بالمغرب تروم تحقيق تموقع فريد للمغرب يقوم على الأصالة والتنوع والاستدامة. أما الكاتب العام للفدرالية الوطنية للسياحة، فؤاد لحبابي، فأكد أن القطاع «أبان عن صلابته» في مواجهة الأزمات وكذا قدرته على استئناف وتيرة نمو مدعمة وسريعة، داعيا المقاولات البرتغالية إلى اغتنام الفرص التي يخولها القطاع بالمغرب.