شكلت الأوراش التنموية التي شرع فيها المغرب، والإنجازات الاقتصادية، وفرص الاستثمار التي تخولها المملكة في مختلف القطاعات، محور العروض التي تم، أمس الخميس وأول أمس الأربعاء، تقديمها أمام عدد هام من رجال الأعمال بالجهة الشمالية في البرتغال. وأبرزت سفيرة المغرب في البرتغال السيدة كريمة بنيعيش، في مداخلة أثناء لقاء تواصلي نظمته غرفة التجارة والصناعة العربية-البرتغالية، بحضور مستثمرين وفاعلين اقتصاديين يشتغلون في مدن أكويدا وأفيرو وكايا، التقدم الذي حققته المملكة في مختلف القطاعات، وكذا الإصلاحات المؤسساتية التي تم إرساؤها لتحفيز محيط الاقتصاد والأعمال، فضلا عن المناخ الملائم للاستثمارات الأجنبية. وأكدت أن المغرب يعتبر شريكا مميزا للبرتغال وبوابة هامة لولوج العالم العربي والإسلامي وإفريقيا التي يحظى فيها بمكانة قوية، ويعد أيضا بلدا أساسيا في أية استراتيجية دولية للتنويع والتطوير لدى لفاعلين الاقتصاديين البرتغاليين. وقالت السيدة بنيعيش إن المغرب ضاعف تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي غيرت بشكل عميق، ومنذ عقد من الزمن صورة المملكة، مستعرضة مؤهلات المملكة كسوق يثير اهتمام المستثمرين البرتغاليين، من بينها الموقع الجغرافي الاستراتيجي والقرب من أوروبا، والوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي، واتفاقيات التبادل الحر مع العديد من البلدان. كما دعت إلى تنظيم ملتقيات وبعثات أعمال بغية التعرف على فرص الاستثمار بالمملكة والنهوض بالمبادلات بين البلدين الصديقين، مستعرضة أسس الاقتصاد المغربي الصاعد ومناخ الأعمال والاستثمار الذي تتزايد فيه أهمية الدور الذي يقوم به الفاعلون الاقتصاديون البرتغاليون. وأضافت الدبلوماسية المغربية أن المملكة تتوفر على بنيات تحتية تستجيب تماما لمتطلبات الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الباحثين عن مناطق مناولة صناعية موجهة نحو مهن التصدير انطلاقا من المغرب. وأشارت السيدة بنيعيش في هذا الإطار إلى تكثيف شبكة الطرق والطرق السيارة، وتوسيع المطارات وتعزيزها، وتنامي قدرات الموانئ، خاصة ميناء طنجة المتوسط 1 و2، وتقوية شبكة السكك الحديدية وازدهار البنيات والقدرات السياحية للمملكة. كما اعتمد المغرب، حسب السفيرة، استراتيجيات صناعية وتكنولوجية ناجعة، تتمحور أساسا حول تنمية الحظائر الصناعية والتكنولوجية، وتوسيع المناطق الحرة، وتفعيل الاستراتيجية الوطنية لتطوير التنافسية اللوجيستية، وتحديد استراتجيات الاستهداف القطاعي، خاصة عبر مخطط إقلاع، ومخطط المغرب الأخضر، ومخطط المغرب الرقمي 2013، والبرنامج المغربي المندمج للطاقة الريحية. وقالت إن الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، ركيزة الاستراتيجية الصناعية بالمغرب، من شأنه تشجيع ازدهار ست قطاعات واعدة مدعوة للقيام بدور "القاطرة الاقتصادية" للبلاد، والمتمثلة في ترحيل الخدمات، والالكترونيك، والسيارات، وصناعة الطائرات والصناعة الفضائية، والصناعة الغذائية، والمنتوجات البحرية، والنسيج والجلد. وشكلت ندوة نظمت حول موضوع "المغرب شريك استراتيجي" مناسبة لإطلاع رجال الأعمال البرتغاليين على الفرص المتنوعة التي يتيحها المغرب في مجال الاستثمار. وفي عرض حول أهمية ميناء طنجة المتوسط والمناطق الحرة في التنمية الاقتصادية للمغرب، أوضح الكاتب العام لغرفة التجارة والصناعة العربية-البرتغالية السيد كريم بوعبد الله أن هذا المشروع الضخم يشكل أرضية مينائية وصناعية مهمة على الصعيد الإقليمي، وكذا على صعيد إفريقيا وأوروبا. وستمكن أرضية طنجة المتوسط من تموقع المغرب كبوابة رئيسية في اتجاه السوق الأوروبية والآسيوية كما سيسهم بشكل ملموس في خلق فرص الشغل وتحسين التنافسية وتعزيز البنيات التحتية اللوجيستية والصناعية. من جانبه، أكد ممثل منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوكالة الاستثمار والتجارة الخارجية البرتغالية السيد كارلوس خوليو أن المغرب يزخر بفرص مهمة للاستثمار; لا سيما بفضل مناخ الاستقرار والقرب الجغرافي ووتيرة التنمية الهامة والأداء الجيد للاقتصاد، إضافة إلى عصرنة البنيات التحتية وقابلية السوق المغربية للتكيف مع الظرفية الدولية. وأضاف أن المغرب كان سنة 2010 الزبون ال`15 للبرتغال ومورده ال` 43، مشيرا إلى أن 140 مقاولة برتغالية مستقرة في المغرب تعمل في قطاعات الصناعات المعدنية وصناعة السيارات والتجارة والخدمات ومعدات البناء. وبعد أن أشار إلى المنافسة القوية لتركيا وبلدان الخليج، استعرض التسهيلات المتنوعة المتاحة لرجال الأعمال البرتغاليين لتشجيعهم على الاستثمار في المغرب. وبدوره، أشاد نائب رئيس بلدية مدينة كايا ماركو أنطونيو كوستا بمستوى التعاون بين البلدين والإنجازات التي حققها المغرب، معربا عن أمله في تنويع هذا التعاون ليشمل جميع القطاعات. وبعد أن أكد أن المغرب يشكل مرجعا دوليا في مجال التحديث، أشار إلى أن المغرب يعتزم إنجاز مشاريع تهم على الخصوص قطاع النقل. وتم خلال هذا العرض تقديم الفرص الاقتصادية والصناعية للمدن المعروفة بكثافة أنشطتها الصناعية; لا سيما في مجال الصناعة المعدنية والطاقة الريحية ومعدات البناء والسيراميك. وشكلت هذه اللقاءات مناسبة لرجال الأعمال بهذه المناطق لإبداء اهتمامهم بمختلف فرص الأعمال التي يتيحها المغرب والتعبير عن رغبتهم في الاستفاد منها والاشتغال في السوق المغربية، وكذا فرصة بالنسبة للمقاولات المستقرة في المغرب للإشادة بمناخ الأعمال المشجع والتسهيلات المخولة للمستثمرين الأجانب.