قالت سفيرة جلالة الملك بلشبونة السيدة كريمة بنيعيش إن الأوراش التي أطلقها المغرب في مختلف القطاعات تمنح "فرصة فريدة" للمقاولات البرتغالية. وأبرزت السيدة بنيعيش، في تصريح لوكالة الأنباء البرتغالية بمناسبة انعقاد الاجتماع ال11 للجنة العليا المشتركة المغربية- البرتغالية بمراكش غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء تحت الرئاسة المشتركة لكل من الوزير الأول السيد عباس الفاسي ونظيره البرتغالي السيد خوسي سوقراطيس، أن "المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منخرط في إصلاحات كبرى على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لقد تحولت المملكة إلى ورش كبير، وليس من محض الصدفة تحقيقها السنة الفارطة لمعدل نمو بلغ 5ر4 في المائة، في سياق تميز بالأزمة الاقتصادية العالمية". وشددت السيدة بنيعيش على أن "الأمر يتعلق بفرصة فريدة ممنوحة للمقاولات البرتغالية من أجل تعزيز حضورها بالمغرب، لتقاسم خبرتها والاشتغال في إطار من التكاملية"، مذكرة بأن العديد من المقاولات تعمل "بنجاح" بالمغرب في مجالات الأشغال العمومية أو الفلاحة. وأشارت إلى أن أشغال اجتماع اللجنة العليا المشتركة ستتوج بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون، مؤكدة أن "الأمر يتعلق بإشارة قوية" موجهة إلى المقاولين البرتغاليين الذين سيرافقون السيد سوقراطيس خلال زيارته للمغرب. وأضافت السيدة بنيعيش أن تقوية الإطار القانوني في المجال الاقتصادي والمالي وكذا تقديم "أدوات جديدة" لفائدة المقاولات البرتغالية بهدف تيسير استقرارها بالمغرب ستكون محور المناقشات خلال اجتماع مراكش. وذكرت الدبلوماسية المغربية بأن أزيد من 150 مقاولة تعمل حاليا بالمغرب مقابل حوالي أربعين سنة 2004، مشيدة بالاهتمام المتنامي الذي توليه الشركات البرتغالية لفرص الاستثمار التي توفرها المملكة في قطاعات الطاقات المتجددة والبنى التحتية والسياحة. وأضافت أن قطاعات الأشغال العمومية والطاقات المتجددة والفلاحة والسياحة والثقافة "هي قطاعات توفر إمكانيات هائلة للتعاون بين البلدين". وأبرزت السفيرة أن الاجتماع ال11 للجنة العليا المشتركة يشكل أيضا "فرصة استثنائية" لتقييم مستوى التعاون بين البلدين، منوهة بتعزيز مسلسل التقارب بين البلدين بفضل العلاقات السياسية "الممتازة" و"الوتيرة المدعمة" للقاءات الثنائية التي تجري بشكل منتظم منذ التوقيع سنة 1994 على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون. وركزت في هذا الصدد على ضرورة "تأهيل التراث المشترك، وهو الموضوع الذي يوجد ضمن جدول أعمال اجتماع مراكش، إلى جانب مواضيع البحث العلمي ووسائل الإعلام والتعليم العالي". وقالت "من المهم الاشتغال على التراث المشترك وإبراز التاريخ المشترك عبر إشراك معاهد البحث بالبلدين"، معربا عن الأسف "لأنه لم يتم تأهيل التاريخ المشترك والتأثيرات المتبادلة بالشكل المطلوب من قبل المجتمع المدني بالبلدين". وشددت على أن المجتمع المدني مدعو إلى الاضطلاع بالدور المنوط به للنهوض بالمعرفة المتبادلة بهدف الاستفادة من "الفرص الاستثنائية للتكامل بين بلدينا".