سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مولاي سعد هاشم: والدي هو المؤسس الفعلي للاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين قال إن الحسن الثاني خاطب والده: «ما تكونش حميّرْ ديال حزب الاستقلال» فأجابه: «أنا حميّر ديال الطبقة العاملة»..
- هل صحيح أنّ والدك هاشم أمين أسّس نقابة الاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب «UGTM»، بإيعاز من الدولة، لإضعاف الاتحاد المغربي للشغل «UMT»؟ أولا، عند ذكر مولاي هاشم أمين يجب أن نستحضر أنه هو المؤسس الفعليّ للاتحاد المغربي للشغل، خصوصا ما يتعلق بصياغة الوثائق والقوانين التي قامت عليها أول نقابة مغربية.. فعندما استقرّت عائلتنا بساحة السّراغنة في الدارالبيضاء سنة 1953، التقى والدي بالطيب بن بوعزة (أول أمين عامّ للاتحاد المغربي للشغل) والمحجوب بن الصديق (الزّعيم التاريخي لهذه النقابة).. وبعد عدة لقاءات، خلص الثلاثة، في إطار السريّة التامة، إلى تأسيس أول مركزية نقابية في المغرب، فكان والدي يحمل الملاحف والأغطية من بيتنا إلى شقة في شارع الفدا، اتخذها الثلاثة مقرّا لاجتماعاتهم، وقد ظنت أمي أن أبي يُعدّ العُدّة ليتزوج امرأة أخرى.. إذا لم يكن قد تزوجها بالفعل (يضحك) لكنها سرعان ما اطمأنّت بعد أن أخبرها أبي عما يُعدّ له مع رفيقَيه. وقد أخبرتني والدتي أنّ والدي ظل، لثلاثة أشهر، يقضي ليالي بيضاء، انكبّ فيها على التحضير والإعداد لتأسيس النقابة.. ما أريد أن أخلُص إليه هو أنّ الشق الأهمّ في تأسيس الاتحاد المغربي للشغل، من وثائق وقوانين ورسم هوية النقابة، كان من إعداد والدي، لأنّ المحجوب بن الصديق كان عاملا سككيا، وقد حكت لي والدتي أنه لم يكن بمستطاعه أن يكتب رسالة كاملة بمفرده.. بينما والدي كان متمكنا من اللغتين العربية والفرنسية، وكان رجُلا مثقفا، وقارئا نهِما للكتب والجرائد.. من ناحية أخرى، يجب أن نستحضر أنّ والدي هو من ترأس المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد المغربي للشغل، ليتم انتخابه أمينا للمال.. عندما انطلق العمل لاحظ والدي بعض السّلوكات التي لم ترُق له، فقد صار محمد عبد الرّزاق (نائب المحجوب بن الصديق إلى حين وفاته في 2006) يحاول أن يرتكب خروقات لصالح بن الصديق.. - مثل ماذا؟ لقد اكتشف أبي أنّ عبد الرزاق قام بسحب بطائق الانخراط، ممّا أثار انزعاج والدي، الذي عبّر عن سخطه وانسحب غاضبا. - لماذا قام عبد الرزاق بسحب البطائق: هل لأجْل ضبط الانخراطات أم لاختلاس أموال البطائق؟ لا أدري، في الحقيقة.. المهمّ هو أنه بعدما اختلف مع المحجوب بن الصديق عاد ليُدرّس في مدرسة لحلو، في الدارالبيضاء، التي كان يشتغل فيها قبل تأسيس الاتحاد المغربي للشغل. - في أيّ سنة انسحب والدك من قيادة الاتحاد المغربي للشغل؟ في حدود سنة 1957. - بعد ذلك بسنتين (1959) سيبدأ والدك هاشم أمين بالإعداد لإطلاق نقابة الاتحاد العامّ للشّغالين بالمغرب «UGTM»، المنبثقة من حزب علال الفاسي، وشقّ عدد من القطاعات النقابية المنتمية إلى الاتحاد المغربي للشغل «UMT»، المحسوب حينها على حزب المهدي بنبركة.. ألم يكن ذلك بإيعاز من النظام؟ وجدت في بعض مسودّات أبي (ننشر في هذا العدد واحدة منها) أنّ بعض المسؤولين الاستقلاليين جاؤوا لزيارته بعدما أصبحت ال»UMT» محسوبة على الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي انشق عن حزب الاستقلال، وطلبوا منه أن يتكلف بتأسيس إطار نقابي تابع لحزب الاستقلال، فطلب منهم والدي إمهاله مدة أسبوعين، وفي هذه الأثناء زار المحجوب بن الصديق ومحمد عبد الرّزاق ليُطْلعهما على الأمر، واقترح عليهما أن يسمحا له بالعودة إلى العمل داخل الاتحاد المغربي للشغل، تجنّباً لشق الطبقة العاملة، فأجابه بن الصديق وعبد الرزاق بأنهما في حاجة إليه في مكتب النقابة في فاس، ففهم والدي من ذلك أنهما أرادا التخلّص منه، فعاد إلى الاستقلاليين وقبِلَ عرضهم. - هنا قام والدك بالتنسيق أو مع امحمد الدويري، الذي خطط لتأسيس «UGTM»؟ يقول الجميع إنّ الدويري هو من أسّس «UGTM»، وأنا أتفق مع أنّ الدويري هو صاحب الفكرة، لكنّ من قام بهيكلة الجامعات والفدراليات وجمعِ الناس والتعبئةِ والتحضير للمؤتمر؟ لا أحد من الاستقلاليين يُنكر أنّ من كان وراء هذا العمل هو مولاي أمين هاشم.. - بعد تأسيس»UGTM»، هل دخل والدك في صراع مع المحسوبين على حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ونقابة الاتحاد المغربي للشغل؟ نعم، وقد تعرّض مرارا لمحاولة التصفية. وما زالت والدتي تحكي لي كيف أنّ أشخاصا غرباء كانوا يحومون حول بيتنا متربّصين بوالدي.. وفي إحدى المرات كاد والدي أن يهلك على يد عصابة مسلحة، عندما ذهب لزيارة أحد المعامل، لولا أنّ سائقه الخاص أنقذ حياته بأنْ غيّر اتجاه السيارة وزاد من سرعتها. لذلك لم يكن والدي يتحرك إلا وسلاحه معه، وقد رأيته وأنا طفل يحمل مسدسا يخفيه تحت الصدرية.. وعلى ذكر الخلافات بين الاستقلاليين والاتحاديين، حتى قبل تقسيم حزب الاستقلال، فقد حزن والدي كثيرا على ذبح العالِم الوطنيّ عبد العزيز بن إدريس، في قرية تحناوت، سنة 1959، على يد عصابة قيل إنها مُقرَّبة من الجناح الذي أسّس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وقد صام والدي ثلاثة أيام حزنا على السّي بندريس.. ثم كتب رسالة إلى محمد الخامس، يحتجّ فيها عليه بالقول: «كيف تصمتون على قتل العلماء؟».. وقد أزعجت هذه الرسالة السّلطات فبدأوا يبحثون عن والدي، فتمّ ترحيل عائلتنا للسكن في مدرسة لحلو في الدارالبيضاء، وقد داهم الأمن سكننا الجديد بعد منتصف الليل، ولم يكن هناك غيرُ أمي وإخوتي وسائق والدي وزوجته.. ومن المُفارَقات المضحكة في هذه الواقعة أنه بعدما دخل رجال البوليس بقيت النساء واقفات، بينما اندسّ السائق تحت أريكة وبدأ يصرخ خائفا: «ويكْ، ويكْ أعبادْ الله».. لقد وقع هذا في المرحلة ما بين انسحاب والدي من الاتحاد المغربي للشغل وتأسيس الاتحاد العامّ للشّغالين بالمغرب. في هذه الأثناء نصح الاستقلاليون والدي بتسليم نفسه، وظلّ معتقلا حوالي 20 يوما، قبل أن يعفو عنه محمد الخامس. - كيف بدأت خلافات والدك مع الاستقلاليين، والتي ستتوج بخروجه من»UGTM» بعد أربع سنوات من تأسيسها؟ في سنة 1964 سافر والدي إلى العاصمة السويسرية جونيف لحضور أحد المؤتمرات السنوية ل«منظمة العمل الدولية» (OIT).. وقد خرج هذا المؤتمر بالعديد من التوصيات حول وضعية التشغيل في المغرب، لذلك ذهب والدي، بعد عودته من جنيف، مباشرة إلى القصر الملكي لمقابلة الحسن الثاني بغاية إبلاغه هذه التوصيات المتعلقة بالدولة المغربية، فوصل الأمر إلى قيادة حزب الاستقلال، وأساسا علال الفاسي، الذي لم يرُقه الأمر، فقد كان يرى أنّ من واجب والدي إطْلاعه هو على هذه التوصيات.. وأذكر أنّ علال الفاسي نادى على والدي فكانت بينهما أمسية عاصفة، وقد حكى لي الوالد كيف أنه كان يقول لعلال الفاسي: «ثق بي، أسيدي علال»، فيجيبه الأخير: «أنا ما كنتيقْ فحتى واحدْ».. في هذه الأجواء خرج والدي غاضبا، وفي صباح اليوم الموالي جاء إلى مقرّ النقابة كعادته، فوجد حرّاساً لم يسبق له معرفتهم، يمنعونه من الدخول.. وفي اليوم الموالي، نشرت جريدة «العلم» خبر طرده.. - بماذا تم تبرير طرده؟ قيل إنه تصرَّفَ في مِنح مالية، وهذا أمر مضحك، فلو تعلق الأمر فعلا بمسائلَ مالية لتم طرد العديدين ممن لا يخفى على أحد اختلاسهم مالية النقابات (يضحك).. لقد كان إبعاد والدي قرار سياسيا، بعدما اعتبر الاستقلاليون ذهابه إلى القصر الملكي تجاوُزاً لهم. - هل كان والدك، فعلا، في هذه المرحلة يستعدّ لتنظيم ندوة صحافية يعلن فيها أنّ الاتحاد العام للشغالين في المغرب «UGTM» لم تعد له علاقة بحزب الاستقلال؟ هذا غير صحيح، فقد سألت والدي عن هذا الأمر ونفاه قطعا.. صحيح أنه كان يريد للنقابة أن تأخذ مسافة من الحزب، لكنْ لم يحدُث أن فكر أو خطط لفصلها عنه، فقد كان والدي يعتزّ كثيرا بعلال الفاسي، رغم بعض المآخذ التي كانت له عليه، والتي كان يُعبّر عنها في جريدة «العمل»، لسان حال «UGTM». - هل عاد والدك إلى التعليم بعد إبعاده من مهمّته كأمين عامّ للاتحاد العام للشغالين بالمغرب؟ لا.. بعد الابتعاد عن النقابة أصبح مُحبَطا نوعا ما، وأول ما قام به هو أنه باع سيارته، ثم حليّ والدتي، وبعدها أثاث المنزل.. لإعالة أبنائه الثمانية، ثم الإبنة التاسعة، التي جاءت في سنوات المحنة، وما زلتُ أذكر كيف أنه اصطحبني، ذاتَ مرة وأنا طفل، إلى سوق «القريعة» لبيع «تلامْط» بيتنا.. وعندما نزلنا من الحافلة تذكرنا أننا نسينا قفة «التلامْط» داخلها.. - لماذا لم يعد والدك إلى التعليم أو يستفد من التقاعد؟ عندما ذهب إلى الوزارة للبحث عن ملفه لم يعثُر عليه.. - لماذا؟ لست أدري هل ضاع بسبب الإهمال، أم إنه قد تم إتلافه كشكل من أشكال الانتقام منه.. كما أنّ والدي لم يستفد من أي امتياز من النوع الذي يستفيذ من المقاومون رغم أنه قضى خمس سنوات من الاعتقال، وأزيدَ من تسع سنوات من النفي، في كل من ميدلت ومراكش، ومن الأخيرة إلى إحدى قمم الأطلس في منطقة ثلاثاء نيعقوبْ.. كما أنّ السلطات الاستعمارية صادرت ممتلكاته في وجدة، والتي كانت عبارة عن منزل وفرن وحمامّ عموميين وعرصة.. ولولا أنّ أخي الأكبر ترك المدرسة وخرج للعمل، ثم اشتغال إخوتي وأنا، لاحقا، لكان وضع العائلة أسوأ.. من ناحية أخرى، فعندما مات والدي -في سنة 2005- لم يترك غير مبلغ 3 آلاف درهم في حساب بنكيّ كنا أنا وأخي قد فتحناه له بعدما تقدّمَ به العمر.. لقد تنكرت لوالدي قيادة حزب الاستقلال والاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب تماما، ولم يُعزّنا في وفاته تقريبا أي من هؤلاء. - ما حقيقة علاقة والدك بالجنرال أوفقير؟ هذه من المغالطات الكيدية التي تم الترويج لها، في إطار حرب الإشاعات. فبالعكس مما قيل، فقد ظل والدي دائما مُستهدَفا من طرف أوفقير، وقد حكى لي ابن عمي في وجدة كيف أنّ أوفقير وظف أستاذا لمصاحبة والدي والتجسّس على أفكاره ومعرفة ما إذا كان يخطط لشيء.. كما حكى لي قريب آخر أنّ والدي التقى مرة عميدَ شرطة معروفا من فكيك فقال له: «الله يْخليك قلْ لأوفقير يْعطيني بالتيساعْ».. وبعد موت أوفقير التقى والدي بذلك الكوميسير فقال له الأخير: شوف ألسّي هاشْم.. راكْ كنتِ في اللائحة السّوداء للأشخاص الذين كان أوفقير يخطط لاغتيالهم!».. من ناحية أخرى، ففي نهاية الستينيات أخبِر والدي من طرف المستشار الملكي محمد عواد أنه سيحصل على مأذونية نقل «كريمة» حافلة، وطلب منه الذهاب إلى عمالة وجدة، لكونه بدأ نشاطه الوطني كمقاوم في هذه المدينة، التي كان والده قاضيا فيها، وعندما ذهب إلى عمالة وجدة أخبروه أنّ وزارة الداخلية، التابعة حينها لأوفقير، اعترضت على ذلك.. أنا الآن أحمد الله على عدم تيسّر حصوله على تلك المأذونية، فماذا كان سيكون موقفنا لو أنّ والدنا حصل على «كريمة»، لأننا نحن كعائلة كنا مع إرجاعه إلى عمله أو تمتيعه بمعاشه، لكننا ضد الإكراميات واقتصاد الرّيع.. - ما حقيقة أنّ الحسن الثاني استقبل والدك ومنحه شيكا ماليا، قدّمه بدوره، إلى قيادة حزب الاستقلال، وفي لقاء ثان له مع الملك قال له: حتى لينْ غادي تبقى حْمار دْيال حزب الاستقلال؟ مسالة الشّيك ليس لدي عليها أيّ دليل، كلّ ما وصلني بخصوصها هو أنّ الحسن الثاني أوصى والدي بشيء أو منحه شيئا.. وفي لقاء آخر به، ربما كان حفل الولاء، مرّ والدي قرب الحسن الثاني فسأله الأخير قائلا: «آش دْرتي فالقضية للي قلت لك؟».. فأجابه والدي قائلا: «را وصّلتْ الأمانة إلى الحزبْ»، فأجابه الحسن الثاني قائلا: «ما تكونشْ حْميّر دْيال حزبْ الاستقلالْ (وليس «حمار»، كما ذكر خالد الجامعي في حواره مع «المساء»).. ما لم يذكره الجامعي هو ردّ والدي، فقد أجاب الحسنَ الثاني قائلا: «أنا غادي نكونْ دائما حْميّر دْيال الطبقة العامِلة!».. - هل يعني هذا أنّ الحسن الثاني منح والدك شيكا بشكل شخصيّ، فحمله والدك إلى قيادة حزب الاستقلال؟ يضحك).. لا أعرف. - ما الذي تعرفه عن الأمر؟ نعم (مُتردّدا) أعطاه أمانة، ويمكن أن يكون والدي، لسذاجته، قد أوصلها إلى الحزب. - ما الذي قصده الحسن بعبارة «ما تكونشْ حْميّرْ ديالْ حزبْ الاستقلالْ»؟ يعني: أنت لا تخدم سوى حزب الاستقلال، وكفى..
هاشم أمين في رسالة إلى الملك : علال الفاسي دبّر مؤامرة خسيسة لإقصائي من «إ. ع. ش. م.» لم أفتر يوما عن العمل الوطني وعن المساهمة، في آن واحد، في تنظيم الحركة النقابية الحُرّة حتى تم تأسيس المنظمة النقابية الأولى «ا. م. ش.»، ففي يوم 20 مارس 1955، كان لي شرف ترأس المؤتمر التأسيسيّ الذي انبثق عنه الاتحاد المغربي للشغل (...) ولبثتُ في «ا. م. ش.» من 1955 إلى 1957، إلى أن أبعِدت ظلما وعدوانا، فعدت إلى مزاولة التعليم الحرّ في مدرسة الحلو إلى سنة 1959.. وبعد الانشقاق الذي طرأ في صفوف حزب الاستقلال، دعاني المرحوم علال الفاسي إلى تأسيس منظمة نقابية جديدة، فتردّدتُ مدة 15 يوما، خوفا من أن أكون سببا في انقسام الطبقة العاملة، فاتصلتُ، أثناء ذلك، بقيادة «ا. م. ش.» وعرضت على السيد المحجوب بن الصديق ومحمد بن عبد الرزاق العودة إلى صفوف «ا. م. ش.»، وبعد يومين من الحوار معهما أبلغاني أنهما يريدانني كاتبا عامّا في مدينة فاس، بغية إبعادي من الدّار البيضاء وانزوائي في وكر حزب الاستقلال.. فأدركتُ، آنذاك، سوء نيتهما وقرّرتُ أن أخوص معركة تأسيس حركة نقابية جديدة مع بعض الرّفاق من النقابيين القدماء، فبذلنا جهودا مُضْنية، بمؤازرة أطر حزب الاستقلال، لتكوين مختلف النقابات الحُرّة عبر مدن التراب الوطني، في جو رهيب، من اعتداءات العصابات على كلّ نقابة تلتحق بنا، فثبتنا وصبرنا مدة سنتين من الكفاح الصّعب، وعقدنا مؤتمرنا، الذي انبثق عنه الاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب، وانتخبتُ كاتبا عامّا للمنظمة من سنة 1960 إلى سنة 1965. ولكنْ -ويا للأسف- نشب خلاف بيني وبين المرحوم علال الفاسي في قضية جوهرية ومصيرية بالنسبة إلى «ا. ع. ش. م.»، مع أنني كنتُ على حق، حيث آخذ عليّ اتصالي بالدّيوان الملكي لتنفيذ توصيات أقرّتها المنظمة الدولية للشغل في جنيف لصالحنا، ووعدتنا الحكومة المغربية بتنفيذ هذه التوصيات. فقام المرحوم علال الفاسي بمؤامرة خسّيسة لإقصائي من «ا. ع. ش. م.»، فلم أستطع الدّفاع عن نفسي لأنّ ذلك تمّ في سرية تامّة، وأخِذت على حين غرة ولم يدُر ببالي يوما أن أعامَل هذه المعاملة السّيئة، خصوصا من المرحوم، الذي كان يُقدّرني أيّما تقدير لقيادتي «ا. ع. ش. م.» في الظروف الصّعبة بكل تفانٍ». رسالة حصرية تنشر لأول مرة