تم تشييع يوم الأحدظهرا، بالدارالبيضاء جنازة الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل المحجوب بن الصديق ،الذي وافته المنية . حضر هذه المراسيم ، إلى جانب أفراد عائلة الراحل، الوزير الأول والأمين العام لحزب الإستقلال عباس الفاسي الذي يعبر حزبه "العدو التاريخي" للإتحاد المغربي للشغل، حيث قاد الإستقلال صراعا ضاريا ضد نقابة بن الصديق وأسس الإتحاد العام للشغالين كنقابة منافسة، في وقت كانت فيه نقابة الإتحاد المغربي للشغل هي النقابة الوحيدة في البلاد. ويذكر أن أعضاء من الحكومة حضروا أيضا، ومسؤولو أحزاب سياسية، وممثلو عدد من المركزيات والهيئات النقابية والعمالية، وجمع من أصدقاء الراحل. والمحجوب بن الصديق ظل على رأس النقابة رغم أنه تقاعد منذ 28 سنة. ويذكر أن الراحل، ( 88 سنة )، ينحدر من مدينة مكناس، وبدأ نشاطه مبكرا ضمن النقابة العمالية، فرع سككيي مكناس التابعين للكونفدرالية العامة للشغالين. وانتسب إلى حزب الاستقلال، إلا أنه سرعان ما انسحب منه سنة 1959 لتعلقه بالعمل النقابي. وقد تميز الفقيد بديناميته وطموحه وتعلقه بالنشاط النقابي، حيث اتخذ من مدينة الدارالبيضاء مستقرا له منذ 1950. واعتقل المحجوب بن الصديق خلال فترة الحماية، وكان أحد قادة الحركة العمالية قبل أن يصبح أمينا عاما للاتحاد المغربي للشغل عند إنشائه في 20 مارس 1955. وقد ظل الراحل المحجوب بن الصديق معارضا لانضواء الاتحاد المغربي للشغل تحت مظلة أي حزب كان. وفي تاسع يونيو 1993 انتخب الراحل بجنيف، وبشكل رسمي، مندوبا دوليا بالمجلس الإداري للمكتب الدولي للشغل، الذي سبق له أن انتخب فيه عضوا رسميا سنتي 1960 و1970. وقد تمكن المحجوب بن الصديق، بفضل قوة شخصيته ونضاله النقابي، لفترة تزيد عن أربعين سنة، من البقاء على رأس الاتحاد المغربي للشغل إلى حين وفاته.