جرت بعد ظهر اليوم الأحد بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، مراسيم تشييع جثمان الراحل المحجوب بن الصديق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الذي انتقل إلى عفو الله مساء أول أمس الجمعة، بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية (باريس) عن سن يناهز 88 سنة. تشييع جثمان الراحل المحجوب بن الصديق بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء ، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى، في موكب جنائزي مهيب. حضر هذه المراسيم ، إلى جانب أفراد عائلة الراحل، الوزير الأول السيد عباس الفاسي وعدد من أعضاء الحكومة، ومسؤولو أحزاب سياسية، وممثلو عدد من المركزيات والهيئات النقابية والعمالية، وجمع من أصدقاء الراحل. وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير، بأن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس ويقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وباقي أفراد الأسرة الملكية . كما رفعت أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يتغمد الفقيد، الذي كان أحد رواد الحركة الوطنية والنقابية،بواسع رحمته. وكان جلالة الملك محمد السادس قد أعرب في برقية، بعث بها إلى أفراد أسرة الفقيد ،ومن خلالهم إلى كافة عائلته الصغيرة وذويه، وسائر أسرته النقابية الكبيرة،عن أحر التعازي وصادق المواساة، سائلا جلالته الله العلي القدير أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يعوضهم عن فقدانه المؤلم جميل الصبر وحسن العزاء. وكان الراحل، الذي ينحدر من مدينة مكناس، قد بدأ نشاطه مبكرا ضمن النقابة العمالية، فرع سككيي مكناس التابعين للكونفدرالية العامة للشغالين. وانتسب إلى حزب الاستقلال، إلا أنه سرعان ما انسحب منه سنة 1959 لتعلقه بالعمل النقابي. وقد تميز الفقيد بديناميته وطموحه وتعلقه بالنشاط النقابي، حيث اتخذ من مدينة الدارالبيضاء مستقرا له منذ 1950. واعتقل المحجوب بن الصديق خلال فترة الحماية، وكان أحد قادة الحركة العمالية قبل أن يصبح أمينا عاما للاتحاد المغربي للشغل عند إنشائه في 20 مارس 1955. وقد ظل الراحل المحجوب بن الصديق معارضا لانضواء الاتحاد المغربي للشغل تحت مظلة أي حزب كان.وفي تاسع يونيو 1993 انتخب الراحل بجنيف، وبشكل رسمي، مندوبا دوليا بالمجلس الإداري للمكتب الدولي للشغل، الذي سبق له أن انتخب فيه عضوا رسميا سنتي 1960 و1970. وقد تمكن المحجوب بن الصديق، بفضل قوة شخصيته ونضاله النقابي، لفترة تزيد عن أربعين سنة، من البقاء على رأس الاتحاد المغربي للشغل إلى حين وفاته.