لم تكد عدد من أندية كرة اليد تعلن احتجاجها وتهدد بعدم المشاركة في البطولة الوطنية احتجاجا على نظام الثلاثة أشطر الذي أعلنته الجامعة، حتى تراجع رئيسها عبد اللطيف الطاطبي بسرعة عن القرار وعاد ليؤكد أن بطولة كرة اليد ستعود إلى نظامها القديم بشطرين، بل وامتد الإلغاء ليشمل عددا من القرارات التي اتخذها المكتب الجامعي. وإذا كان قرار انطلاق البطولة بثلاثة أشطر قد أحدث ضجة كبرى، لأنه لايمكن أن يمضي قدما بكرة اليد المغربية وسيدق آخر مسمار في نعشها، فإن سرعة التراجع عن القرار تطرح بدورها علامات استفهام كبيرة بخصوص طريقة تدبير جامعة كرة اليد وكيفية معالجة عدد من الملفات. والحقيقة، أنه بقدر ما يتحمل الطاطبي نصيبا من المسؤولية في ماوقع، فإن رؤساء الأندية بدورهم يتحملون قسطا وافرا من المسؤولية، لأنه عندما عقدت الجامعة جمعها العام بمدينة طنجة، لم يتحدث أي منهم عن ضرورة انتخاب أعضاء المكتب الجامعي وضرورة الحسم في الثلث الخارج وعدد الأعضاء المشكلين له، فقد بدا واضحا أن البحث عن عضوية في المكتب الجامعي، ولو بالدوس على القوانين كان الهم الأول بالنسبة إلهيم. في الندوة الصحفية التي عقدها رؤساء الأندية الذين هددوا بمقاطعة البطولة لم يترددوا في توجيه سهام النقد لأحد أعضاء المكتب الجامعي، معتبرين أنه وراء اتخاذ قرار إجراء البطولة بنظام ثلاثة أشطر، وحينما ظل الصحفيون يلحون في الاستفسار عن هوية هذا العضو، فإن رؤساء الأندية كانوا يلوذون بالصمت، وكأن الأمر يتعلق بشبح، وليس بعضو جامعي، بل وذهب بهم الأمر حد القول إن رئيس الجامعة لا دخل له في هذا القرار. إنه العبث، فمن يجب أن يتحمل مسؤولية اتخاذ القرار هو رئيس الجامعة، لأن المكتب الجامعي لازال لم يتشكل بعد، ولأنه لا يمكن أن يتم اتخاذ قرار كان سيغير خريطة كرة اليد، دون أن يوافق عليه. ثم إن عددا من الملاحظات تطرح نفسها بحدة، فإذا كانت الجامعة قد اتخذت قرار انطلاق البطولة الوطنية بنظام ثلاثة أشطر، فمعنى ذلك أنها درست مختلف الجوانب الإيجابية للموضوع، ورأت أنه الأنسب لكرة اليد المغربية، أما عندما تتراجع عنه بسرعة فإن في ذلك دليلا كبيرا على الارتجالية التي تطبع عملها. كما أن تساؤلات أخرى تلقي بظلالها، وأولها من يصنع القرار داخل الجامعة؟ وثانيها: هل من المعقول أن يتم اتخاذ قرارات حاسمة دون أن يكون المكتب الجامعي قد تم تشكيله، وثالثها: هل يبدو مقبولا في زمن النقل التلفزيوني أن لايكون لبطولة كرة اليد شطر واحد يجمع نخبة الفرق الوطنية ويساهم في جلب الجمهور.