لا يمر أسبوع دون أن تتناقل وسائل الإعلام أخبارا غريبة جدا. لكن وجه الغرابة فيها لا يخلو من دعابة ومن تعرية لواقع الحال. فقد نقلت الوكالات خبرا عن تنظيم حفلة ل«الروك» في العاصمة الأفغانية. لكن هذا الحفل، كما يشير إلى ذلك الخبر، مقصور فقط على النساء. «روك» خاص بالنساء في بلاد ما تزال تقع تحت نفوذ طالبان أمر يبعث على الرثاء فعلا، فالصعوبة ليست في استقدام فرقة «روك» أمريكية، ولكن وجه الخطورة في تأمين الحفل. لقد «عزف» الرشاش الأمريكي طويلا في تورابورا، وأفقر البلاد، وحول أفغانستان إلى دولة من القرون الوسطى. والأكيد تماما أن روائيا أفغانيا معروفا مثل عتيق رحيمي سيجد في الأمر مفارقة لا تخلو من ضحك، هو الذي كتب «كابول» و«حجر الصبر»، ويرى يوميا كيف يدبر الملف الأفغاني في الصالونات المخملية، في حين يزداد منسوب العداء لأمريكا وحلفائها. يقول رحيمي مشخصا الوضع الأفغاني بدقة في أحد حواراته «سأخبرك حكاية قد تكون معبّرة جداً. يُحكى أنه في إحدى الليالي وجد أحدهم الملا نصرالدين (جحا) يبحث تحت ضوء قنديل عن شيء ما، فسأله: هل فقدت شيئاً. أجابه الملا: نعم... فقدت مفتاح بيتي. قال له عابر السبيل: حسناً... سأساعدك في البحث. مرّت دقائق ولم يجدا شيئاً، فاحتار عابر السبيل وعاد وسأل الملا: هل أنت متأكد من أنك فقدت المفتاح هنا؟ وكان الجواب صاعقاً على مسمع الشاب، إذ قال الملا: كلا. فقدته في بيتي. هنا استغرب الرجل وسأل باستنكار: ولكن لمَ تبحث عنه خارج البيت؟ فكان جواب الملا نصرالدين: لأنّ لا ضوء في منزلي...أفغانستان، وطني، منزلي، دخلت في نفق مظلم... في حرب وإرهاب... وبالتالي، فقدت مفاتيحي. مفاتيح الحرية والهوية، ولجأت إلى فرنسا بعدما قادني الضوء إليها... أي الحرية. لست متأكداً إن كنت سأجد مفاتيحي أم لا». في خبر آخر، نقرأ، أيضا، بأن مشردا بلغاريا عثر على ترسانة أسلحة في مكب قمامة في العاصمة الفرنسية باريس، وتتكون الترسانة من رشاش آلي وقنابل لمدافع للدبابات. وتساءلت ما علاقة المشرد البلغاري بقطع السلاح هذه، هل هي مجرد صدفة «بلغارية» أم أن الأخ النباش هذا يتصيد مكبات النفايات الثمينة، وليس في أي مكان في باريس، بل أمام ساحة «ستالينغراد». يا للصدفة التي تحمل «توابل» أوروبا الشرقية. يقول الخبر: «إنها ترسانة حقيقية تلك التي عثر عليها، الأحد الماضي، مشرد بلغاري في حاوية للقمامة في باريس. هذا ما أعلنه مصدر في شرطة العاصمة. والمشرد الذي كان قد استوقف دورية للشرطة، قال أيضا إنه شاهد شاحنة ترفع من المكان صندوقا خشبيا مليئا بالقنابل. يقع المكان الذي وجدت فيه الأسلحة وسط باريس، قرب ساحة «ستالينغراد» في الدائرة التاسعة عشرة من العاصمة، وهي من المناطق التجارية والشعبية المكتظة بالسكان والمارة. وقد وجدت الدورية في حاوية القمامة رشاشا آليا و4 قنابل و16 طلقة من مختلف الأحجام ونوعا من القنابل المخصصة لمدافع دبابات الجيش الفرنسي. ما هي المفاجأة في الخبر؟ هذا ما يكتشفه القارئ، فالتحقيق أشار إلى أن القطع المتروكة في القمامة تعود إلى جامع أسلحة يقيم في الحي، وبعد وفاته قررت عائلته التخلص من مجموعته برميها في صندوق القمامة، من دون الحذر من العواقب. وذكر أحد المحققين أن ترك تلك القطع في متناول أي شخص كان عملا يفتقر إلى حس المسؤولية، لأن السلاح كان صالحا للاستعمال، ويمكن أن يقع في أيد غير أمينة». انتهى الخبر. أما في خبر آخر، فقدت تمكنت مصر مرسي من وقف بيع قطع أثرية فرعونية بإحدى قاعات المزادات في لندن. وهذا يكشف أن «الإخوان» على عكس التصورات المغرضة، لهم حس فني وغيورون على القطع الأثرية، حتى لو كانت فرعونية. «اللقطة» في الخبر أن مطاردة رجال الأمن للصوص الآثار، وهي مهنة مزدهرة في» أم الدنيا»، قاد، ويا للحلاوة، أيضا، إلى اكتشاف مقبرة أثرية قرب الهرم. وفي بلدي الحبيب، المغرب، خصص نواب الأمة جلسة حامية الوطيس ل«الشيشا» ونجاح الجهات المختصة في القضاء على تجارة «المعسل»، كما نقل أمس، على أن حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال، تراجع عن ادعائه بأن وزيرا جاء إلى المجلس ليرد على أسئلة النواب، وهو في حالة سكر «بين»، ليقدم اعتذاره لبنكيران ويطوي «العلام» وكفى الله المؤمنين شر القتال. ومن بلاد العم سام، هاك هذا الخبر الأخير «المهاجرون الأوائل إلى أمريكا أكلوا لحم البشر في شتاء 1609، وكان لحم فتاة في الرابعة عشرة من عمرها»، وبه نختم.