خرج مئات من المحتفلين بعيد الشغل في بني ملال في مسيرات مختلفة، توزّعت على النقابات العمالية الكبرى، كالاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل، الممثلة في مدينة بني ملال. وقد تباينت الشّعارات بين المسيرات التي اخترقت كلها شارع محمد الخامس في مدينة بني ملال، أهمّ شوارع المدينة ومكان تواجد المقاهي التي امتلأت برُوادها من الذين فصّلوا كراسي المقاهي على ترديد الشّعارات تحت أشعة الشمس المُلتهبة.. وشهدت مسيرة الاتحاد المغربي للشغل، التي كانت أكبرَ المسيرات حضورا جماهيريا، تدافعا في بدايتها بين جناح موخاريق، والجناح «المُنشقّ»، الذي يضمّ في أغلبيته عناصرَ من المعطلين ومن حزب النهج الديمقراطي، إضافة إلى تمثيليات لتنظيمات سياسية أخرى. واختار لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، الذي تقدَّمَ صفوف مسيرة الاتحاد الوطني للشغل، الرّكوب فوق سيارة «ترانزيت» لإلقاء خطاب فاتح ماي، معتبرا أنّ حزبه قد أتت به الأزمة إلى الحكومة، ولم يكن سببا في الأزمة التي يعيشها البلد. وطالب الداودي الشّعب ب»الاستمرار في محاربة الفساد والمفسدين، أمام الصّراع بين قوى التغيير وقوى الفساد»، مؤكدا أنّ «عهد التوظيف بدون مباريات قد انتهى»، قبل أن يدخل في ملاسنات مع إحدى المُحتجّات التي قاطعته، واتهمت الحكومة ب»توظيف مقربين منها وبالتنكر للوعود الانتخابية وكذا لمحاضر قانونية. واتهم الداودي أمثال هذه المحتجّة ب»الفساد»، موضحا أن «من يطالبون بالوظيفة بالصّراخ والاحتجاج هم المُفسدون». وخاطب الداودي للمحتجّة، التي قالت «إنّ الوظائف تنال بالرشاوى»، بقوله «إنها هي مَن تقدّم الرشاوى من أجل التوظيف».. وتدخَّلَ أعضاء النقابة لإبعاد المُحتجّة من أمام الوزير. وقال المتحدّث نفسُه إنّ الفساد يوجد في كل المستويات، مطالبا الشعب بمزيد من «التّْحياحْ» على الفساد، لمحاربته. وكشف الدوادي أنّ مِنح الطلبة لا تذهب للفقراء، شأنها شأن بطاقة التغطية الصّحية، التي يستفيد منها من لايستحقونها، مؤكدا أنّ الحكومة لوحدها لايمكنها أن تحارب الفساد، بل المجتمع هو الذي يجب أن يقاوم هذا الفساد.