بعد فترة طويلة نسبيا من الصمت، خرج رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة بتصريحات قوية، بمناسبة حلوله ضيفا على المؤتمر الخامس لشبيبة حزبه، حيث وزع الرسائل على من يهمه الأمر، في خطاب جعل الحاضرين يتذكرون خطابات زعيم حزب العدالة والتنمية قبل فوزه بالانتخابات التشريعية الماضية، وإن غابت عنها الروح المرحة التي تطبع بنكيران في مثل هذه اللقاءات الحزبية. بنكيران عاد لمهاجمة من أسماهم ب«المشوشين»، مؤكدا، في كلمة له أول أمس بالرباط، أنهم يعيبون على الحكومة عدم قدرتها على الإصلاح، في حين أنهم غير قادرين على إصلاح أحزابهم، و«لهؤلاء نقول: راحنا عقنا بيكم وسيروصلحو الجرة ديالكم، وهذاك السفيه ديالكم قولو ليه يبعد منا ويخلينا نخدمو». «أما الشعب المغربي فإننا لا نزال نتمتع بنسبة مهمة من ثقته، وهو يعرف أننا نقوم بما نقدر عليه في إصلاح مختلف القطاعات، والشعب المغربي لبيب ويعرف ماذا يقع بالضبط، والانتخابات قادمة، وحينها ستعرفون قيمة وحجم حزب العدالة والتنمية». وواصل بنكيران تقديم وصاياه لشبيبة حزبه، داعيا إياهم إلى عدم التنازل عن المرجعية الإسلامية للحزب، وأن يكونوا حداثيين في إطار الإسلام، «كما يجب عليكم أن تكون لكم القوة في الانتقاد وقول الحقيقة، لأن الفساد يواجهنا بالكذب والتهديد، ونحن رأينا ما تعرض له الموقعون على عريضة التضامن مع عبد العالي حامي الدين من أجل سحب توقيعاتهم. كما أوصيكم أخيرا بتجنب الطائفية، والاصطفاف إلى جانب الشعب المغربي»، في إشارة إلى تراجع بعض الموقعين على عريضة التضامن مع حامي الدين في قضية اتهامه بالمشاركة في مقتل الطالب اليساري محمد بنعيسى أيت الجيد، وهو ما جعل حامي الدين يبدو متأثرا بكلام بنكيران وأغرورقت عيناه بالدموع. وأكد بنكيران على أن حزبه يريد تحقيق رفاهية حقيقية للمغاربة، «وليس من حق من ترك لنا ديونا تقدر ب600 مليار درهم أن يتحدث اليوم عن عجز الحكومة، وأنتم مهما ناورتم فلن تستطيعوا أن تخفوا الحقيقة عن الشعب المغربي، حتى لو وقفت القناة الثانية في صفكم، من خلال برامج مخدومة تريد أن تثير الشكوك، وتفقد الشعب المغربي ثقته في اقتصاده، لكن الاقتصاد المغربي سيبقى صامدا، كما هو الشأن بالنسبة للحكومة في وجه المشوشين»، وهي الجمل التي تفاعلت معها القاعة بهتافات: «الشعب يريد إسقاط دوزيم». المعارضة لم تسلم بدورها من هجوم بنكيران، مؤكدا أن بعض أحزاب المعارضة تنشغل بشعبية حزب العدالة والتنمية، في حين لا تلقي بالا لأحزابها، وأضاف أنها تعيب عليه محاولة لعب دور الأغلبية والمعارضة في نفس الوقت، «وأنا أقول لهم بأنهم لم يستطيعوا لعب دور المعارضة وتركوا الساحة فارغة، وحزب العدالة والتنمية يدافع عنهم أيضا في وجه من يسعون إلى إفساد الحقل السياسي، ويوما ستغرقون أنتم أيضا إذا بقيتم على مواقفكم في دعم الفساد». بنكيران عاد ليؤكد تشبث حزبه بالملكية، داعيا شباب حزبه إلى التشبث بها مستقبلا وعدم التفريط فيها كثابت من ثوابت الهوية المغربية، «والجميع يعرف أن موقفنا من الملكية لم يكن ظرفيا من أجل الوصول إلى السلطة، بل هو موقف مبني على الوفاء بالعهد الذي قطعناه مع ملوكنا على مر التاريخ، والحكومة عازمة على مواصلة الإصلاح إلى جانب جلالة الملك». وقد انتخب المؤتمر الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية، أمس الأحد ببوزنيقة، خالد البوقرعي، كاتبا وطنيا جديدا للشبيبة بأغلبية المؤتمرين، خلفا لمصطفى بابا، الكاتب الوطني للشبيبة المنتهية ولايته، حيث حصل على 430 صوتا، مقابل 68 صوتا لعبد الحق الطاهري، و30 صوتا لاعتماد الزاهيدي.