لم يترك عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، فرصة الجلسة العامة للمؤتمر الوطني لشبيبة حزبه تمر دون أن يبعث من جديد الرسائل في كل الاتجاهات، موضحا ومؤكدا وموجها في نبرة صوت لم يظهر بها حسب متتبعين منذ مرحلة الحراك الشعبي لسنة 2011. وشدد بنكيران في كلمته بالجلسة العامة المذكورة على أنه كلما ازداد إحساسه بثقل مسؤوليته كلما ازداد إصرارا على الإصلاح في وجه "الفساد والمفسدين"، مبينا أن ما سماها مناورات "المشوشين الذين تحرشوا بحزبه وكانو يستعدون لرئاسة الحكومة قبل أن يتخلص منهم الشعب ويُرجعهم إلى الوراء" لن تنجح. وأكد بنكيران على أن الشعب لم يصوت لصالح حزبه ليمضي مرحلة وينتهي أو ليكون جملة اعتراضية في تاريخ المغرب، بل صوت عليه الشعب ليقوم بالإصلاحات المطلوبة في ظل الاستقرار " ولا يجوز لنا أن نخذله"، مضيفا ان الشعب المغربي ذكي ويعرف جيدا ما ذا يحدث ويرى أن الحكومة التي يترأسها العدالة والتنمية تجتهد وتحاول انحاز الإصلاح، ويرى أيضا "التشويش" الذي ينفجر في كل مرة أمام الحكومة من خلال ما وصفه بنكيران بسلاح جديد أو شخص أو برنامج أو موظفة في إشارة واضحة إلى الخرجة الإعلامية الأخيرة لسميرة سيطايل مديرة الأخبار بالقناة الثانية دوزيم، قبل أن يشرح أن "المتحكمين السابقين الذين كانوا يتحكمون في الحكومة وفي الوزراء وفي السلطة" لن تكفيهم لا قناة واحدة ولا اثنتان والقناة الثانية في التشويش على حكومته التي قال إنها ربما المرة الأولى في التاريخ التي تحيي فيها الجماهير حكومة وتصفها بالصامدة، متسائلا عمن يحرك هذه القناة التي "ليس بالضرورة أن تكون تابعة للإدارة المغربية". وأبرز رئيس الحكومة أن حزبه لم يأت لمجرد تسجيل المواقف ثم ينسحب، وإنما جاء للعمق وجاء في إطار التحدي الصعب وسيستمر فيه إلى أن تظهر الحقيقة، ساخرا من الذين يعتبرون حزبه يخرق الدستور بلعبه دور الأغلبية والمعارضة في الوقت نفسه بقوله إن معارضيه لم يقوموا بالمعارضة فتركوا الساحة فارغة، داعيا إلى استحضار مصلحة الوطن وترك الحكومة تشتغل حتى لا " تغرق السفينة لاىقدر الله". وقال بنكيران في كلمته بقاعة ابن ياسين بالرباط، إن من ترك ديونا تصل إلى 600 مليار درهم لا يحق له الحديث عن الإصلاحات أو نصح الحكومة، مؤكدا أن الاقتصاد الوطني صامد رغم كل الاكراهات وأن قرارات الحكومة في صالحه واتخذتها الحكومة بكل شجاعة. وعاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ليصف إلياس العماري النافذ في حزب الأصالة والمعاصرة وإن لم يذكره اسما، واصفا إياه مرة أخرى بالسفيه الذي يكفيه ماضيه، وذلك في معرض تساؤله عمن يتحرك في الخفاء ليضغط على من وقعوا عريضة تضامنية مع عبد العلي حامي الدين ليسحبوا توقيعاتهم، مشيرا إلى أن في المغرب رجال سيكشفون الحقيقة مهما كان الأمر. وفيما يُشبه التحريض على العودة إلى الشارع من جديد، قال بنكيران ناصحا شباب حزبه " لا تعتدلوا حتى لا يبقى لكم لون"، مضيفا ما مصلحة الشباب إذا لم يكن قويا وغاضبا في وجه الفساد وإذا لم يخرج للشارع إذا تطلب الأمر ذلك، خاتما كلمته بالتشديد على أنه سينتصر على خصومه وعلى مناوراتهم.