قررت المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية متابعة طبيب برتبة «كولونيل» في المستشفى العسكري في مكناس، على خلفية دعوى قضائية رفعتها ضده ابنة مقاوم توفي بعد إجراء عملية جراحية غير ناجحة. وقالت المشتكية إنّ الوفاة داخل إحدى المصحات الخاصة في مكناس نجمت عن خطأ طبي. وقرّرت المحكمة العسكرية متابعة هذا الطبيب العسكري بتُهم تتعلق بمخالفة الضوابط العسكرية العامّة. ويمنع القانون على أطباء وأطر المستشفيات العسكرية العمل في القطاع الخاص.. فيما تشير محاضر الشرطة إلى أنّ الطبيب أقرّ بأنه توجّه للعمل في المصحة الخاصة التي توفي فيها المقاوم أحمد غدان، وبرَّر ذلك بسعيه إلى تقديم خدمة لمريض في حالة خطرة، كمبادرة إنسانية منه.. وكانت مديرية العدل العسكري في إدارة الدفاع الوطني قد توصلت بالملف، وقررت إحالته على المحكمة العسكرية والتي قررت بدورها متابعة الطبيب بمخالفة القانون العسكري، وقررت المحكمة الإبتدائية لمكناس، أول أمس، وهي تواصل النظر في ملف هذه القضية، إجراءَ خبرة على الوثائق المرفقة بالملف. وطلبت من الأطباء المتّهمين، وهم من الأسماء «الثقيلة» في القطاع الخاص في العاصمة الإسماعيلية، الحضور الإجباري إلى جلسة المحكمة والتي حددتها في 26 يونيو القادم. وقالت جليلة غدان، ابنة المقاوم أحمد غدان، والذي التقطت له صور بجانب القيادي المرحوم عباس المساعدي، القيادي في جيش التحرير المغربي، إن والدها المتوفى كان يعاني من شلل نصفي وكان يتابع علاجه في المستشفى العسكري، قبل أن تقرر عائلته بناء على نصيحة طبية، نقله إلى مصحة خاصة من أجل إجراء عملية جراحية على إحدى رجليه. وفوجئت بإدخاله إلى غرفة العمليات في المصحة وإجراء عملية بتر رجله اليمنى بدون إجراء التحليلات الطبية واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الطبية اللازمة.. وذكرت ابنة هذا المقاوم، البالغ من العمر (قيد حياته) حوالي 85 سنة، أنه تم تبنيج جسد والدها بأكمله، دون اتخاذ أي إجراءات طبية قبلية، ومنها الكشف عن حالته الصحية، ومدى قدرته على التبنيج الكلي.. وتم إجراء العملية، وبُترت رجله اليمنى ونزعت منها آلة حديدية كانت قد زُرعت في رجله منذ سنة 1998. وقالت الابنة «إنّ أخطاء الأطباء هي التي أدت إلى وفاته». وتعود وقائع الحادث، طبقا لإفادات ابنة هذا المقاوم، إلى يوم 23 فبراير الماضي، وهو التاريخ الذي نقلت فيه والدها إلى عيادة في مكناس من أجل الكشف عن بعض «الفقاعات» الصغيرة التي أصابت اثنين من أصبع رجله اليسرى. وأجريت عملية بتر الأصبعين في مصحة معروفة في المدينة.. وبتاريخ 5 مارس الماضي، بدأت الابنة تلاحظ «زرقة» تحاذي مكان بتر الأصبعين، وتم إخبار الطبيب المشرف، ونقل المريض مرة أخرى إلى المصحة، وتم تخديره بالكامل على وجه السرعة، بدون إجراء أي تحاليل أو تخطيطات للقلب.. وتم بتر فخذه الأيسر وأزيلت حديدة زُرعت للمريض، وكان ممنوعا عليه إزالتها لأنّ ذلك يشكل خطرا على صحته، ما أدى إلى وفاته، حسب ابنته.