قررت ابنة مقاوم جرّ صاحب مصحة في مدينة مكناس، ومعه أطباء، ضمنهم طبيب عسكريّ يعمل في المستشفى العسكري في مكناس، إلى القضاء بتهمة ارتكاب أخطاء طبية أدت إلى وفاة والدها. وقالت المصادر إن مديرية العدل العسكري في إدارة الدفاع الوطني أحالت ملف الطبيب المتهم في هذه القضية على أنظار المحكمة العسكرية، بعدما أكدت ابنة المقاوم المتوفى، أحمد غدان، أن الطبيب العسكري ساهم في إجراء عملية جراحية غير ناجحة لوالدها في مصحة خاصة. كما دخلت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على الخط، ووجهت رسالة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، طالبت من خلالها بإجراء تحقيق قضائيّ حول ملابسات وفاة هذا المقاوم بعد خضوعه لعملية جراحية في إحدى المصحات المعروفة في العاصمة الإسماعيلية. وقالت جليلة غدان، ابنة المقاوم أحمد غدان، الذي التُقطت له صور إلى جانب المرحوم عباس المساعدي، القيادي في جيش التحرير المغربي، إن والدها المتوفى كان يعاني من شلل نصفي وكان يتابع علاجه في المستشفى العسكريّ، قبل أن تقرر عائلته -بناء على نصيحة طبية- نقله إلى مصحة خاصة من أجل إجراء عملية جراحية على إحدى رجليه. وفوجئت بإدخاله إلى غرفة العمليات في المصحة وإجراء عملية بتر رجله اليمنى بدون إجراء التحليلات الطبية واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الطبية اللازمة. وكان هذا المقاوم (85 سنة) يعاني من شلل نصفيّ. وحكت ابنة المقاوم أنه تم تبنيج جسد والدها بأكمله، رغم أنه كان ينبغي أن يبنج بشكل موضعيّ فقط. وتم إجراء العملية، وبُترت رجله اليمنى ونزعت منها آلة حديدية كانت قد زُرعت فيها سنة 1998. وقالت الإبنة إن البنج هو الذي أدى إلى الوفاة. وقبل دخول هذه المصحة كانت العائلة قد توجهت إلى مصحة أخرى في المدينة، لكن هذه المصحة رفضت إجراء العملية، لأنّ الرجل مصاب بمرض القلب ولا يستطيع أن يقبل التخدير. وتعود وقائع الحادث، طبقا لإفادات ابنة هذا المقاوم، إلى يوم 23 فبراير الماضي، وهو التاريخ الذي نَقلت فيه والدها إلى عيادة في مكناس من أجل الكشف عن بعض الفقاعات الصغيرة التي أصابت اثنين من أصابع رجله اليسرى. وتمت إحالتها على مصحة خاصة لإجراء بعض التحاليل، ومُنِحت شهادة طبية تؤكد أن الحالة الصحية لوالدها لا تسمح له بأن يُجريّ عملية جراحية. وأخبرتها مصحة أخرى بضرورة إخضاع والدها لعملية بسيطة من أجل بتر الأصبعين. لكن هذه المصحة امتنعت عن العملية بعد إجراء التحاليل الطبية. ومع ذلك، أجريت العملية في مصحة أخرى، وأخبرت العائلة أنها تمّت على «أحسن ما يرام». وبتاريخ 5 مارس الماضي، بدأت الابنة تلاحظ زرقة تحادي مكان بتر الأصبعين، تم إخبار الطبيب المشرف، ونُقل المريض مرة أخرى إلى المصحة، وتم تخديره بالكامل على وجه السرعة، وبدون إجراء أيّ تحاليل أو تخطيطات للقلب. وتم بتر فخذه الأيسر وأزيلت حديدة كانت قد زُرعت للمريض، وكان ممنوعا عليه إزالتها، لأن ذلك يشكل خطرا على صحته، ما أدى ذلك إلى الوفاة، حسب ابنته.