أصيبت ثلاث مواطنات جئن للاحتجاج، أول أمس، أمام مبنى ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن في القنيطرة، للمطالبة بحقهنّ في الاستفادة من بقع سكنية في جماعة «سيدي الطيبي»، بحالات إغماء، استدعت حضور سيارة إسعاف. وقد نُقلت المحتجّات إلى قسم المستعجلات في المركب الاستشفائي الجهوي لتلقي العلاجات الأولية، وهنّ في حالة غيبوبة، بعدما انتابتهن نوبة غضب شديدة سقطن إثرها أرضا، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية لنقلهنّ جميعا إلى المستشفى. وكانت الضحايا قد حضرن إلى مدينة القنيطرة، رفقة العشرات من المواطنين، أغلبهم من النساء، قصد تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الجهة، للتعبير عن سخطهم من «التماطل» الذي يطال مطلبهم بتمكينهم من بقعهم الأرضية التي اقتنوها في جماعة «سيدي الطيبي» من أصحابها مباشرة عن طريق عقود تنازل مُصحَّحة الإمضاء، قبل أن يتفاجؤوا ب»مصادرتها» من طرف السلطات. وسادت حالة من الاحتقان الشديد مكان الاحتجاج، بعدما سقطت العديد من المحتجّات مغشيات عليهن، حيث تعالت أصوات الصّراخ والعويل، قبل أن تتدخل عناصر القوات العمومية سلميا لتهدئة الوضع ومناشدة المتظاهرين إخلاء الشارع المحاذي لمبنى الولاية. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب إدريس الخزاني، والي الجهة، بالتدخل العاجل لإجبار الجهات المسؤولة في الجماعة المذكورة على تفعيل الاتفاقات المُبرَمة معهم في اجتماعات رسمية وتفعيل الوعود التي التزم بها مسؤولوه لتسوية وضعية أصحاب البقع الأرضية المفوتة بواسطة عقود تنازل. وكشف العديد منهم، في تصريحات متطابقة، أنهم ضاقوا ذرعا من سياسة التسويف والمماطلة التي تنهجها المصالح المعنية، وهددوا بالدخول في أشكال نضالية أكثر شراسة إلى حين الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وقالوا، »إن الأيام القادمة ستعرف تصعيدا غير مسبوق من طرف المتضررين، الذين يفوق عددهم 700 متضرر، في حال بقاء الوضع عما هو عليه«. ودعا المحتجون السلطات إلى تنفيذ ما جاء في محضر الاتفاق الذي وقعت عليه بنفسها إلى جانب توقيع رئيس المجلس القروي لجماعة »سيدي الطيبي«، توصلت المساء بنسخة منه، والذي تعهدت من خلاله باستفادة 150 متضرر في المرحلة الأولى بالقطاعات الممتدة من 1 إلى 8 بمنطقة »مالوط«، على أن يستفيد 611 المتبقين في الشطر الثاني من مشروع إعادة الهيكلة.